كان يوماً قاتما..

بقلم: عطاالله شاهين

كانت الشمس منذ شروقها تحرق وجوه أناس ذاهبين إلى عملهم في يوم من أيام صيف حارٍّ على غير عادته، فالحرارة حينها لم تكن تطاق.. في مكان بيع الكتب لا أحد ينظر إليها، توقفت لأسأل بائع الكتب عن كتاب راحّ يبحث عنه بكل نشاط، لكنه لم يجده وقال: يبدو بأن نسخته الأخيرة بعتها يا أستاذ، زميل لي من أيام الدراسة منذ زمن لم أره وقف بجانبي بعد أن سلّم عليّ، وقال عمّا ماذا تبحث؟ رددت عليه عن رواية لكاتب مغمور، قال لي زميلي لم تعد الكتابة تجدي نفعا ولا تطعم خبزا، ابتسمت له، وقلت أعلم منذ زمن لكنني أحب قراءة الروايات، فزميلي من أيام الدراسة لم يحبّ الأدب منذ طفولته، وكان يقول نحن شعب لا نقرأ أو لا يحب القراءة، كما نراه في حال الشعوب الأخرى، وسلّمت عليه، وسار في طريقي، فكان يوما قاتما بالنسبة لي ليس، لأنني لم أجد الكتاب، بل لأنه في مكان ما من الوطن المحتلّ كان الاحتلال يهدم بيوت الفلسطينيين وهذا جعلني أشعر بحزن بينما كنت عائدا إلى منزلي.

عطا الله شاهين