ذكرى استشهاد الأسير علي الجعفري (1946م 1980م )

بقلم: سامي إبراهيم فودة

بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "صدق الله العظيم"
في حضرة الشهداء الأكرم منا جميعا نسلط الضوء فى هذا المقال على سيرة عطرة وذكرى طيبة لمناضل من مناضلين شهداء الحركة الوطنية الأسيرة والذي ارتقى شهيداً بتاريخ 24/7/1980م نتيجة تسريب الغذاء الصناعي الذي ارغمه السجانون على تناوله بالأنبوب الى رئته، في إضراب سجن نفحة الشهير والذي بدأ في 14 تموز/ يوليو1980 واستمر لمدة 32 يومًا, واستشهد خلاله الأسيران راسم حلاوة وعلي الجعفري، ثم التحق بهما الأسير اسحق مراغة متأثرا بما لحق به جراء "التغذية القسرية"
ولد الشهيد على الجعفري في قرية رافات عام 1946حيث هاجرت عائلته عام 1948 بعد النكبة الى مخيم عقبة جبر في اريحا، ثم انتقلت للعيش في مخيم الدهيشة في بيت لحم وينتمي الجعفري الى عائلة مناضلة عريقة متواضعة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ,حيث درس الشهيد على الجعفري في الاردن حتى عام 1967م ..
- سافر علي الى العراق وهناك التحق في صفوف الثورة ليشارك في العديد من المهمات لإمداد الأراضي المحتلة بالذخيرة والسلاح, وشارك بالمعارك ضد الاحتلال, واشتبك مع قوات الاحتلال في منطقة وادي القلط بأريحا بتاريخ 8/1/1968 أدى إلى إصابته واستشهاد رفاقه، واعتقاله جريحا وحكم بالسجن مدى الحياة..
- استشهد أخوه إبراهيم خلال إحداث أيلول عام1970,
- استشهد أخوه محمد ومازال رفاته محجوزا في مقابر الأرقام العسكرية الإسرائيلية،
- اعتقلت شقيقته فاطمة 5 مرات على يد قوات الاحتلال,
- بقي جثمان الشهيد محتجز لمدة 13 سنة في مقابر الأرقام وتم تسليمه بعد جهود من المحامين عام 1993 حيث جرت له جنازة مهيبة في محافظة بيت لحم,
الساعات الأخيرة لاستشهاد الشهيد: علي الجعفري
حكم على الأسير علي الجعفري بالسجن المؤبد ونقل الى سجن نفحة ليشارك بالأضراب التاريخي عن الطعام في 14 تموز/يوليو من عام 1980 وتم نقلة عقاباً إلى سجن سجن معتسار في الساعة السادسة والنصف مساء يوم الاثنين الموافق 21/7/1980 ضمن الستة وعشرين مضرباً وتعرضا للضرب المبرح بعد وصولهم إلى سجن بيت معتسار في حوالي الساعة الحادية عشرة في نفس الليلة, الشهيد علي أغمي عليه أثناء جولة الضرب الأولى وأن سقوطه على الأرض سبب له مزيداً من الضرب بالعصي والأرجل، تم إدخاله إلى الزنزانة في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل في حالة من الإنهاك الشديد بسبب السفر الطويل في ظروف سيئة والضرب الذي تعرض له ولا سيما أن بنيته البدنية ضعيفة بالأساس.
خرج في حدود الساعة الثانية صباحا الموافق 22/7/1980 إلى قاعة الغذاء الإجباري وهناك واجه عنفاً جسمانياً شديداً وما صاحب ذلك من دس أنبوب التغذية الإجبارية في الرئة والذي سبب له تقيئا وسعالا شديدين في التنفس منذ اللحظة التي غادر فيها قاعة القتل, وفي الساعة السادسة صباحا ازدادت حاله سوءا وأخذ يتقيأ دما وبدأ يطلب المساعدة الطبية بإلحاح, في الفترة التي تلت الساعة الثانية عشرة تدخل الطاقم الطبي محاولا ابتزاز موقف منه لوقف الإضراب مقابل تقديم الإسعاف له، في الساعة الثانية عشرة ظهرا،
وبعد أن كانت المحامية " ليئا تسيمل" قد قابلته هو والمناضل اسحق مراوغة الذي كان أيضاً يصارع الموت وبعد أن طالبت من مدير السجن بتقديم الإسعاف الطبي لهما تم نقلهما برفقة الملازم أول ديموده إلى قسم تصوير الأشعة بمستشفى سجن الرملة حيث أجري لهم تصوير في الساعة الواحدة بعد الظهر، في الساعة الثانية بعد الظهر تم نقلهما إلى سيارة إسعاف وأبلغا بأنه سيتم إدخالهما في مستشفى سجن الرملة ولكن بدل من ذلك تم وضعهما في المعبار سجن الرملة حتى الساعة الثالثة والنصف.
بعد مكوثهم في المعبار ساعة ونصف وهم يصرخون طلبا للمساعدة انهارت قواهم فتم نقلهما في سيارة إسعاف إلى مستشفى سجن الرملة في الساعة الرابعة عبر ممر مستشفى سجن الرملة متكئين على أكتاف السجانين، وهناك ارتقى الشهيد علي على الأرض، في حدود الساعة الرابعة والنصف وتم نقل الشهيد علي على حمالة إسعاف إلى مستشفى "أساف هورفيه" حيث وصل المستشفى شهيدا بعد ان فارق الحياة في تاريخ 7/24/ 1980م....
المجد للشهداء والحرية للأسرى
اللهم ارحم شهيدنا واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً..


بقلم : سامي إبراهيم فودة