كان واجباً علينا، أن نكون بين الحضور في عزاء الراحل المهندس والكاتب والأديب عدنان كنفاني، شقيق الشهيد غسان كنفاني، الذي غادر الحياة الدنيا بعد ظهر يوم 23/7/2019. فكان عزاءه مساحة للقاء الوطني العام بين مختلف ابناء شعبنا، وخاصة منهم سكان منطقة منزل الراحل بدمشق في الفحامة والمجتهد وبستان الحجر وغيرها ... فضلاً عن حضور رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور مالك صقور وعدد من اعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد.
عدنان كنفاني، ابن النكبة، وابن فلسطين، ومن لاجئي شعبنا في سوريا، زميل، وصديق منذ سنواتٍ طويلة، وقد تعمّقت تلك العلاقة الأخوية والزمالة بيننا من خلال عضويتنا في اتحاد الكتاب العرب، وفي النشاطات الدائمة التي كان الراحل عدنان من روادها.
عدنان كنفاني، الأديب، والقاص، الفلسطيني، العكاوي الأصيل، تمتع على الدوام بالكياسة، والدماثة، في علاقاته مع الجميع، فكان صاحب السيرة والسريرة الطيبة، التي جعلت منه محط تقدير واحترام من قبل الجميع.
زرته أكثر من مرة، في منزله، منزل اسرته، منزل والده المرحوم المحامي محمد فايز كنفاني (أبو فايز) الذي كنت قد تعرّفت عليه مطلع شبابي، والذي كان من المع محامي مدينة دمشق في القصر العدلي سنوات الخمسينيات، والستينيات، والسبعينيات من القرن الماضي، وقد تعرّفت عليه وعن قرب في أكثر من مناسبة. وفي مرة منها، عام 1983 عندما كنّا في منزله وقد حضر الدكتور جورج حبش وبرفقته المرحوم أحمد اليماني (أبو ماهر) لزيارة عائلة كنفاني.
وقبل عامين من الآن تقريباً، ولما بدت علائم المرض تضع نفسها على جسد عدنان، كانت زيارتي له وبرفقة اللواء محمود الكيالي، والمهندس طه نجمة رئيس فرع سوريا لإتحاد المهندسين الفلسطينيين. أما اللقاء الأخير معه فقد كان قبل عدة اشهر في ساحة باب مصلى تلك الساحة القريبة من منزله الواقع في منطقة المجتهد، وذلك عند عودته من مخبر التحاليل الطبية.
رحم الله عدنان كنفاني، ولتبقى ذكراه الطيبة راسخة في الذاكرة الوطنية الجمعية لشعبنا الفلسطيني، ذاكرة النكبة والمقاومة، وعراك الحياة، من أجل الوطن والحرية والعودة الى عكا ويافا وحيفا واللد وصفد ....
بقلم/ علي بدوان