رغم العتمة، إلا أن المرأة ظلّتْ في حالة إرباكٍ مجنون، بسبب لقائها مع حبيبها، الذي وعدَها بأن تكون زوجةً له في المستقبل.. كان هذا ثاني لقاء لها.. تتذكّر أول لقاء، وكانت تقول: في اللقاء الأول بدا الشّابُّ لطيفا، لدرجة أنه كان يخجل من النظر صوبي، لكنني أراه الآن مضطربا، فلماذا لا أهرب؟ فتحتَ الضّوءِ قبل إطفائه رأيتُ في عينيه نيّة سيّئة، وراحت تقنع نفسها بالهروبِ من عنده، لكنها ظلّتْ حائرة ما بين الهروب، وما بين الغوص في عقله لمعرفةِ إن كان حبّه صادقا.. وبينما كانت تهم بالهروب مسكَ يديها، وقال لها: لا تكوني امرأة خائفة من الحُبِّ، فردّت عليه: كلا، لكنني في ثاني لقاء معكَ بتّ أدرك أن الحُبَّ لا يأتي من لقائين فقط، فدعني أذهب الآن، فالعلاقة بيننا ما زالت في أوّلها، فدعنا نتعرّف على بعض أكثر، دعْ الخجل يفرّ من على وجهكَ، فصمتَ الشاب، وقال لها: فعلا أراكِ امرأة حائرة، وذهبت المرأة، وقالت: اللقاء الثاني كان مخيفا وبقيتُ حائرة ما بين الوقوع في حبِّ ذاك الشاب، وما بين الشّهوة، فبهروبي أراني امرأةً متعقّلة ..
عطا الله شاهين