ولعٌ سرْمدي

بقلم: عطاالله شاهين

لم أختر ولعي في حُبِّ الوطن بنفسي، حينما ولدتُ على أرض اغتصبها الصهاينة، واحتلوا وطنا عشت فيه وما زلت أعيش في ضفة محتلة لها معبر واحد أو حاجز واحد إلى العالم، ولكن على الرغم من أن الاحتلال ينغص حياة أبناء وطني، إلا أن ولعي لوطن ما زال يئن تحت الاحتلال يظل هو ولعا سرمديا، حتى بعد موتي، حينما سأنتقل إلى سماوات أخرى سيظلّ الولعُ لوطنٍ احتضنني منذ صراخي الأول تحت شجرة زيتونٍ في جبال رام الله قبل دهرٍ ولّى، فلا يمكن أن يكون ولع أكثر شغفا كولعي بوطني، الذي يدمره الاحتلال بآلياته ورصاصاته وحصاره اليومي، وهدمه لبيوت الفلسطينيين المستمر، وآخر الهدم كان في صور باهر في منطقة وادي الحمص. فولعي السرمدي سيكون سرمديا في روحي، حينما تطير إلى سماءات بعيدة في كون آخر لا فكرة لي بعد عن ماهيته، وعن طبيعته فولعي السرمدي لم أختره، إنما جاء كعشق لا يمكن أن أهرب منه..


عطا الله شاهين