وجه رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، الاسبوع الماضي، نداءاً الى قداسة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، حول المخاطر المحدقة بالوجود المسيحي في الأراضي المُقدسة، خاصةً بعد قرار المحكمة العليا الاسرائيلية في الحادي عشر من الشهر الماضي لصالح جمعية "عطيريت كوهانيم" الاستعمارية في قضية عقارات بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في باب الخليل بالقدس.
ونص النداء على "قداستكم قد تجوّل في الماضي بالشوارع القديمة في المدينة المقدسة، وشهد قداستكم بأن هذه الاملاك في باب الخليل هي الممر لجميع بطريركيات وكنائس المدينة المقدسة، بما فيها جميع الطرق المؤدية الى اقدس الكنائس، كنيسة القيامة."
وعبّر النداء عن تخوّف رؤساء البلديات الثلاث من أن استحواذ الجمعية الاستيطانية الاستعمارية على أملاك الكنائس سيهدد مصير التنوع في الحي المسيحي، وسيؤدي الى تضييق في الوصول الى الأماكن المقدسة. وأضاف النداء "ان قرار ما يسمى بالمحكمة العليا أتى في فترة تشهد تضييق في حصول المواطنين على الهويات الشخصية وفرض شروط تعجيزية للحصول على لم شمل الأسر."
كما تضمن النداء تذكير لقداسة البابا بنداءٍ سبق وان تقدم به رؤساء البلديات الثلاث حول وادي الكرميزان، حيث أن جدار الضم الذي يمر في قلب الوادي قد أثر على جميع مناحي الحياة هناك، "فالقيود والتهديدات التي تمس وصول المواطنين الى أراضيهم التي تشكل الصمود والبقاء للعديد من العائلات المسيحية"، وتمس التواصل مع الرهبان والراهبات في الوادي يحتاج الى تدخل قداستكم العاجل. وشمل النداء سرداً للخلفية القانونية لجدار الضم.
واختتم رؤساء البلديات الثلاث ندائهم بالقول بان ما سبق ذكره ما هو الا بعض من القيود التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي على المجتمع المسيحي في الأراضي المقدسة، بهدف اجباره على الرحيل، وبذلك تهديد الوجود الرئيسي للمسيحيين في أرض يسوع المسيح. وبناءاً عليه، طالب رؤساء البلديات الثلاث قداسة البابا بالتدخل لمنع تغيير الوضع القائم "الستاتيكو"، والحفاظ على "الحجارة الحية من أبناء وبنات الاراضي المنقدسة."
وتزامن هذا النداء مع الجولة الدولية التي يقوم بها غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والأردن، لمنع تمكين المستوطنين من الاستيلاء على عقارات الكنيسة في باب الخليل، حيث تتمركز هذه الجولة الدولية في العاصمة الامريكية واشنطن، وقد نتج عنها عدة لقاءات مع قيادات سياسية في البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب، ورؤساء الكنائس الامريكية المؤثرين في المجتمع الأمريكي، وعدد من وزراء خارجية الدول الأجنية على هامش مؤتمر ضمهم في واشنطن، وعدد كبير من قيادات المجتمع المدني والناشطين والأكادميين بما فيهم رؤوساء جامعات، في جهد ماراثوني لحماية عقارات بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية وخاصة تلك القائمة في باب الخليل. كما نتج عن هذا الجهد الدولي حملة قادها الاعلام الاسرائلي يطالب الرئيس الامريكي بالضغط على غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث لوقف نشاطه ضد المستوطنين.