إنني أحتضر

بقلم: أحمد جمال دبدوب

بسم الله الرحمن الرحيم
ليست أجمل أيامي ولا أسوأها ، صحيح ، أصحو من النوم أريد أن أبكي ، لكني ، على الأقل ، أنام ،
أتوتر كلما غادرت غرفتي ، لكني ، على الأقل ، أغادرها ،
أحكي لكل من أعرفهم عن نوبات الهلع التي تصيبني كل لحظة ، لكني ، على الأقل ، أشعر بالأمان ،
الذي يجعلني أحكيها ،

ليس لدي الثبات النفسي ، الذي يجلعني في أحسن نسخي ، لكن لدي ما يمنعني من أن أكون في أسوأها ،
أحلامي كلها كابوسية ، لكني ، على الأقل ، أنساها بسرعة ،
أشعر كأن العالم كله يسقط على كتفي ، لكنه ، على الأقل ، لا يحطمني تمامًا ،
آخذ نفساً عميقاً وأحاول القيام به وبي ، دون أن ينهار كلًا منا ، فلا ينهار شيء ، ولا يقوم شيء ،
كأن هذا ، بالضبط ، ما يمكنني مجاراته ، لكن ، لو سقطت شعرة أخرى على كتفي ، فلن أسمع إلا أصداء الانهيار،
تقلباتي وعدم إتزاني يأخذني الى العدم لكنني أقاوم بشتى الطرق لأنجو بنفسي ،

إنني أحتار دائماً كيف لي أن أقاوم بعد هذا الدمار الذي حلَ بي جراء هذه الأحداث المريرة كأن الموت يطرق بابي و يهرب إن الموت جبان لأنه لم يستطيع بعد أخذَ روحي ،
كل الدروب مظلمة وإن سطع ضوء الصباح
هذا العالم اللعين الذي يحشو أجسادنا أرقاً أصماً ، وصرخات مكتومة بكف أكبر من أي كف بشري هذه الحياة لن تقف لتقدم لك شيء ،

لن تقدم سوى العدم ، تمضي كل الايام والفصول صامتة ومقفرة كوجوه الأموات خالية من أي دلالة ،
أصبحت الأيام تتشابه علي لا يتغير سوى التاريخ وكلما مرت الأيام زاد يقيني بأني أسوء و لن أصبح بخير حال ، لكنني أتوسل هذه الأيام بأن تشفق على قلبي المتفتت وأن تعيد ربيع أيامي من جديد ويزول هذا الخريف .
[email protected]
أحمد جمال دبدوب
لبنان / مخيم شاتيلا
27-7-2019