كتب عبد الناصر فروانة على صفحته عبر "الفيسبوك": في "بروكسل" التقيته وخلال مؤتمر الأسرى جالسته مرارا. كم أنا محظوظ بلقائي به ومصافحتي له، والاصغاء اليه وهو يتحدث ببساطة الثائر وتواضع المقاتل وعنفوان المحارب، عن جزء من حكايات الماضي البعيد والزمن الثوري الجميل.
كان كما رووا لنا رفاقه وما سمعناه عنه في السجون، بسيطا ومتواضعا، ضاحكا ومبتسما. ورأيناه في صورة هي ذاتها تلك المطبوعة في أذهاننا وأذهان رفاقه واخوانه الذين عايشوه في السجون ومنذ أن تردد اسمه لمسامعنا وقرأناه في سجلات الثورة الفلسطينية ووثائق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. انه الأسير المحرر/ سكران محمود عبد الله سكران. ابن مخيم عين الحلوة الذي اعتقل بتاريخ 17-9-1966 وأفرج عنه ضمن صفقة التبادل والتي أطلق عليها عملية "النورس" بتاريخ 14-3-1979 وتم ابعاده الى ليبيا. ويُعتبر الأسير "سكران سكران" أول أسير للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وحتى تكتمل الصورة. فمن يجلس على يمينه هو ذاك المناضل العريق والأسير المحرر/ محمد دهمان "ابو سيوسف" من غزة. أحد رجال الزمن الجميل وواحد ممن تحرروا في صفقة التبادل عام 1985، بعد اعتقال دام لأكثر من 15 عاما، ومن ثم اعتقل ليمضي في سجون الاحتلال ما مجموعة عشرين عاما. ويعتبر "دهمان" من القيادات التاريخية للجبهة الشعبية في قطاع غزة. وعرفناه في السجون واحد من رموز الحركة الأسيرة.
والأجمل في اللقاء. أن والدي "أبو العبد" باسمه وتاريخه وقصصه ونوادره، كان حاضرا في اللقاءات والأحاديث. وهذا ما يزيدني فخرا بإرثه النضالي ومسيرته خلف قضبان السجون والتي امتدت لأكثر من 15 عاما قبل أن يتحرر في اطار صفقة التبادل عام 1985.
سكران سكران "أبو محمد" . عرفناك فأحببناك. والتقيناك فازددنا لك محبة.
دمت بألف خير
بقلم/ عبد الناصر عوني فروانة