وصية من امرأةٍ لم تعرفه..

بقلم: عطاالله شاهين

ذات صدفة دخل رجلٌ المشفى لزيارة صديقٍ له سمع عنه بأنه مريض.. كان صديقه يرقد بجانب امرأة أنهكها المرض.. كانت تتمتم بأنها تحتضر، وحين رأت الرجل الذي أتى للتو نادت عليه وقالت له أمتزوج أنتَ؟ فردّ عليها بلى، فقالت له: إياك أن تحِبَّ امرأة أخرى، فزوجي خانني وأحب امرأة أخرى، وتركني وها أنا أحتضر، فقال لها كلا، لن أحب امرأة أخرى.. بدت له بأنها حزينة ليس لأنها كانت لحظتها تحتضر، بل لأنها طعنتْ من خيانة زوجها، فقالت له بينما كان ينظر صوبه صديقه الذي كان يبتسم: أوصيك بأن لا تنظر إلى امرأة أخرى، فردّ عليها: كوني مطمئنة، وقال في ذاته ما هذه الوصية من امرأة لم تعرفني، يا لألم الخيانة، فهي لا تريد أن يتألّمنَ الزوجات مثلها، وتمتمَ إنّ المرضَ أتعبها، ربما هي محقّة، وبعد مرورِ وقت قصيرٍ سلّم على صديقِه وخرج، لأنه لا يحِبّ رائحةَ الأدوية، وفي الطّريقِ قال يا لهذه الوصية! فعلا سأسمع كلام تلك المرأة وابتسم ابتسامة عادية، وراح يشعلُ سيجارته، وسار صوب بيته للتفرّغِ لكتابةِ نصِّ عن امرأة رحلت، ولم تحقّق حُلْمَها..


عطا الله شاهين