إنهاء الانقسام يتم بحل الدولتين، كيف

بقلم: طارق الصيفي

سيستغرب الجميع من العنوان ، دولتين ؛ ماذا تقصد ، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية أليس كذلك ، وما هي معالم الدولتين ، وما مستقبل العلاقات بينهما ، قف .

لا تذهب بعيداً ، يا ترى ستجد إسرائيل توافق ، أم الجانب الفلسطيني يوافق ، من هم ، سلطة وطنية ، حكومة الضفة الغربية ، حكومة قطاع غزة ، حكومة التوافق الوطني ، مع من تريد أن توافق .

سمعنا عن أراضي 67 ، الجميع يريد أن تقام عليها دولة فلسطينية ، من هم ، أقول لك الجميع ، أكرر من هم ، يا الله ، ألا تدري لحتى الآن من هم ، مسؤولينا وانظمتنا العربية ، كيف يسمحوا لأنفسهم بذلك ، يقال ضغوط عربية و غريبة وأخرى أوروبية وشرقية ، وماذا بخصوص أراضي 48 ، اضحكتني ، ألا تعلم بأن

أراضيها مقام عليها دولة إسرائيل ، طيب إذن عن أي دولتين تقصد في بداية حديثك ، إذا دولة إسرائيل موجودة بالفعل ، لا تسبق الأحداث ، ما زلنا نناقش في الموضوع ، أي موضوع ، إنهاء الانقسام ، وما دخل الدولتين في الإنقسام ، سؤالك

ليس بمطرحه ، إذن مالحل برأيك ، الحل باختصار " الوحدة الوطنية " ، ماذا تقول ؛ وحدة وطنية بين من و من ، وعلى ماذا يختلفون ؟

الوحدة بين حماس وفتح ، يختلفون على لا شيء ، كيف ؟ لا أفهم عليك مطلقاً ؛ أتريد بالفعل أن تفهم ، نعم ، لا تفهم ولا تفكر أن تفهم ، ماذا تقول ، أقول ما سمعت .

بالفعل لا أفهم كل ما تقوله للأسف ، انقسام ، وحدة وطنية ، فتح وحماس ، حل الدولتين ، ارهقتني بالتفكير ، اتعبتني كثيرا كثيرا ، ألا تريد أن توضح .

لا تقلق ساوضح لك ، الشعب الفلسطيني منقسم بين حماس وفتح ، الأولى تسيطر ع قطاع غزة ، والثانية ع الضفة الغربية ، الطرفان يسيران على منهجين مختلفين ، لذلك في كل جولات المصالحة التي تحدث بوساطة مصرية أو قطرية أو سعودية كانت تفشل .

ماذا تقصد ؟

أقصد بأن الماء والنار لا يجتمعا إطلاقا ، فكيف بمنهجين مختلفين سيتوافقان .

منهج إسلامي ينادي بالجهاد في سبيل الله ، ومنهج علماني ينادي بالمقاومة الشعبية السلمية وبالمفاوضات مع العدو .

أليس مسيرات العودة وحدت المنهجين ، كنا نعتقد ذلك للأسف ، ولكن اتجهت في مسار خاطىء ، لماذا ؟ ألا ترى أنها مسيسه ، تقودها حماس فعليا ، وماذا بخصوص ما يقال عن الهيئة الوطنية الفلسطينية لمسيرات العودة ، بأنها تجمع كل القوى والفصائل والعمل الوطني ، أليس هذا صحيح .

للأسف كنا نعتقد ذلك ، ولكن تعتبر صورة مثل هالصور التي نراها دائما أمام أعيننا ، تظهر لك ما لا تبطنه من مضمون ومعنى .

لحتى الآن لم أفهم شيء ، و لن تفهم ، لأنك لا تريد أن تفهم .

إذا حماس وفتح يريدا أن يحكما عقلهما ، حينها ستفهم ، تحكيم العقل ، كيف يحدث ، إذا وضعا خلافاتهما جانبا ، سترى بأم عينيك التغيير الجذري الذي سيحدث لقضيتنا الفلسطينية ، طيب ؛ كيف يتم ذلك .

لنقول بينهما خلافات بجميع مناحي الحياة من سياسية واجتماعية واقتصادية وغير ذلك ، هذه الخلافات لا تحل إلا بحل الدولتين .

كيف يا ترى ؟ و أي دولتين ، و إسرائيل ترفض ذلك ، و يؤمنون بدولة إسرائيل الكبرى من النهر للنهر .

أصغي إلي جيدا ...

هل إسرائيل تريد أن تتم المصالحة الفلسطينية ، بالطبع لا ، وعلى ماذا اعتمدت ، ألم تسمع تصريحات نتنياهو مؤخراً ، نعم ، سمعت .

هل تكتفي بتصريحاته ، بالطبع لا ، إذن ما الدلالات والمؤشرات الأخرى لديك ؟

صفقة القرن ، المنحة القطرية ، الدعم الإيراني للمقاومة ، الوساطة المصرية ، التفاهمات الإسرائيلية مع حكومة الأمر الواقع بقطاع غزة ، إيقاف دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة الأونروا للاجئين ، كذلك تقليص الميزانية المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية لاجهزتها الأمنية ، ومؤتمر المنامه الإقتصادي ، والتطبيع العربي الإسرائيلي وقرار وزير العمل اللبناني بخصوص اللاجئين في المخيمات وبناء مستشفى ميداني بالقرب من معبر ايرز ، وقرار ترامب باعتراف القدس عاصمة لإسرائيل ، كما يتم تداول ضم الضفة الغربية لهم ومؤشرات أخرى كثيرة ، .

جيد ، أصبحت الآن تفهم ما أقصده في حديثي .

نعم فهمتك ، ولكن أكرر سؤالي ، ما بخصوص حل الدولتين ؟

حان الآن أن اجيبك بصراحة ، حل الدولتين ليس كما تتصوره أو ما يتبادر في ذهنك ، أو ما تسمعه في الفضائيات والإعلام وهنا وهناك .

أقصد بأن تكون قطاع غزة دولة فلسطينية بالجنوب ، والضفة الغربية دولة فلسطينية بالشمال باتحاد كونفدرالي .

ماذا تقول ؟ أجننت ، نعم ، جننت

أكبر فصيلين ع الساحة الفلسطينية منقسمون ، لا يعون خطورة المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا ، لا يلقوا بالهم ع معاناة أبناء شعبهم ع مدار أكثر من 12 عاما ، ممكن هذا الحل الوحيد الذي سينقذنا جميعا ، إن تم التوافق عليه ع جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية .

اتتخيل أن يحدث ذلك في يوم ما ، لا ، ولكن سيحدث بطريقة عدونا و أعداء قضيتنا الفلسطينية إن لم نفيق على أنفسنا .

كيف ؟

من خلال تعميق الإنقسام ، وانهاك الشعب بالحياة المعيشية ، وصولاً إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وجعلها دولة فلسطين الجديدة ، وماذا بخصوص أهل الضفة ؟ ستتم النكبة الثانية للشعب ، ويتم تهجيرهم إلى قطاع غزة التي سيكون من ضمن أراضيها جزء من صحراء سيناء لكي تستوعب كل من يتم تهجيره من الضفة الغربية .

فلذلك إن استحال إنهاء الانقسام ، وتوحيد الشعب ، فيجب علينا أن نتماشى مع المؤامرات ولكن بطريقتنا الخاصة .

افهمت ، نعم ، فهمت أخيرا ، يريدون دولة بغزة ، وأنت تريد دولتين فلسطنيتين باتحاد كونفدرالي ، حتى نضيع الفرصة على أعدائنا في انشغالنا بانقسامنا الداخلي في تحقيق مؤامراتهم لتصفية القضية الفلسطينية .

نعم هذا ما أريده بالضبط .

اشكرك ع التوضيح ، لا شكر ع واجب وطني ، دام النضال الفلسطيني الوحدوي .

بقلم/ طارق الصيفي