قام وزير العمل الفلسطيني نصري أبو جيش، بزيارة ميدانية في محافظة نابلس، اليوم الثلاثاء، للاطلاع على الأوضاع عن كثب، وللتواصل المباشر مع المواطنين والهيئات والمؤسسات الشريكة والقطاع الخاص، تلبية لتوجيهات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتيه، للتعرف على الاحتياجات والمصاعب والتحديات التي تواجههم لدعم صمودهم على أرض الوطن ومساندتهم، خاصة وان شعبنا، حسب أبو جيش، يعاني من وضع اقتصادي صعب بسبب الإجراءات والممارسات الإسرائيلية وسلب عائدات الضرائب الفلسطينية وممارسة الضغط الأميركي والإسرائيلي عليه وعلى قيادته للقبول بصفقة القرن.
وخلال زيارة الوزير أبو جيش إلى بلدية نابلس، هنأ أبو جيش رئيس البلدية عدلي يعيش بـمناسبة احتفال البلدية بمرور 150 عاما على تاسيسها، وتحدث عن أهمية التعليم وبناء قدرات الشباب الفلسطيني من أجل الانفكاك عن الاحتلال الإسرائيلي، منوها الى تركيز الحكومة على دعم وتطوير التدريب المهني لبناء الوطن، ومشيرا إلى معدلات البطالة المرتفعة في صفوف الخريجين الأكاديميين مقارنة بالمهنيين.
من جانبه، تحدث رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش عن إحدى المدارس التي تم إنشاؤها، باعتبارها مدرسة مهنية، وذلك لأهمية دور التدريب والتعليم المهني، مشيرا إلى محطة التنقية الغربية وتشغيل عدد من المواطنين فيها.
وخلال زيارة الوزير أبو جيش إلى غرفة تجارة وصناعة نابلس، أشار الوزير إلى دور وزارة العمل والقطاع الخاص كشركاء استراتيجيين في الاهتمام بالعمل والعمال، ودور هذه الشراكة في حل مشكلات الشعب الفلسطيني، وكذلك التعاون المشترك، وقضايا تنظيم العمل النقابي، وتعديل قانون العمل والحد الأدنى للأجور.
كما ابدى أبو جيش استعداد الحكومة للتعاون والتشاور للوصول إلى اتفاقات منظمة للنهوض بفلسطين، مشيرا إلى كيفية تطوير القطاع الصناعي باعتبار نابلس عنقودا صناعيا مهما.
وبخصوص الحاضنات الريادية، قال أبو جيش: نأمل تنفيذ ذلك كما هو الحال في الخليل، مشيرا إلى أهمية تفعيل مجلس التشغيل بالتعاون مع القطاع الخاص من أجل خلق فرص عمل جديدة في المحافظة. واكد مجددا ان التدريب المهني هو موضع اهتمام الحكومة وله حيز في خطتها من أجل مقاومة البطالة بين الأكاديميين، وان الوزارة بصدد العديد من الدراسات بالشراكة مع منتدى "شارك"، من أجل تطوير هذا الجانب.
كما تطرق الوزير أبو جيش إلى أهمية توفير أرض من أجل بناء مركز مهني جديد في كل من نابلس وطولكرم وطوباس، وعلى أن تكون في منطقة قريبة من مركز المدينة، وأن يكون المركز المهني عصريا يليق بالمدينة.
اما بالنسبة للمشاريع الصغيرة، قال أبو جيش إن هناك مشكلة في هذا الأمر، تتمثل بعدم الإقبال عليها خاصة في نابلس والخليل، مشيرا إلى أهمية التشغيل الذاتي خاصة للنساء في المناطق المهمشة، ومنوها إلى توفير قروض ميسرة للتشغيل الذاتي تساهم في توفير فرص عمل لمئات الخريجين.
بدوره، رحب رئيس الغرفة التجارية في المحافظة عمر هاشم بالوزير وبالوفد المرافق له، وتحدث عن تعديل قانون العمل قائلا انه كان هناك خلل من جانب القطاع الخاص، والآن يجب أن تكون مساهمتنا في هذا التعديل مساهمة فاعلة وعن وعي وإدراك كاملين.
وبالنسبة للحاضنة الريادية، قال هاشم: نحن خصصنا مساحة في المبنى الجديد الخاص بنا، ومن ضمنه مركز تصميم إبداعي متطور، وهذه الحاضنة من مسؤوليتنا ونحن نعمل عليها.
وأشار هاشم الى أن مجلس تشغيل نابلس فعال وهو من أنشط المجالس الموجودة في المحافظات، مضيفا أنه تم تطوير المدرسة الصناعية في نابلس.
وبالنسبة لموضوع التهريب من داخل الخط الأخضر والمستوطنات، قال أبو جيش: نحن نقف في وجه ذلك لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وهناك خطط لتقوية القطاع الخاص والانفكاك عن التبعية للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا على الشراكة الثلاثية "الحكومة، والعمال، وأصحاب العمل.
كما زار الوزير أبو جيش الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات "نابكو"، وشركة ومصانع بوظة الأرز، حيث اطلع على الصعوبات والتحديات التي تواجهما، وتحدث عن دورهما في نهضة البلد، وعن الفريق الوطني للاقتصاد ودوره في تطوير الاقتصاد الوطني وخاصة موضوع التصدير، كون فلسطين و"نابكو" "والأرز" خاصة، لديهم القدرة على المنافسة في الأسواق الخارجية.
كما شارك الوزير في حفل تخريج الفوج السادس لطلبة مركز "مريم هاشم لفنون الطهي وتقديم الطعام"، حيث قال في كلمته" ان الحكومة الفلسطينية تولي التدريب والتعليم المهني اعلى درجات الاهتمام لدوره الكبير في زيادة مستوى الإنتاجية وتحسين القدرة التنافسية، ما يساهم في زيادة الدخل القومي وتحسين مستوى المعيشة وبالتالي مزيدا من فرص العمل.
وأشار إلى ضرورة التعاون وبناء علاقة إستراتيجية مدروسة ما بين مؤسسات التدريب المهني من جهة وسوق العمل من جهة أخرى ، تهدف إلى ضمان جودة مخرجات التعليم والتدريب المهني والتقني وتلبيتها لما تحتاجه السوق الفلسطينية من مهارات وكفايات وفق معايير محددة وموحدة لنظام مفتوح في إطار منهجية واضحة وشفافة بحيث يتماشى هذا النظام مع متطلبات سوق العمل ويتوافق والمعايير المحلية والإقليمية والعالمية .
وأضاف ان كل هذا يأتي في إطار دعوة وزارة العمل وحثها للمؤسسات التدريبية لإعادة النظر في البرامج التي تقدمها لتكون منسجمة ومواكبة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والحاجة إلى عمالة متخصصة محلياً وإقليمياً وحتى عالمياً، لافتا الى انه سيكون لدى الوزارة ومراكزها مناهج موحدة وحديثة مع بداية العام التدريبي الجديد، والى الجهود المتواصلة لبناء مزيد من المراكز الحكومية المتخصصة والمجهزة بأحدث التجهيزات. كما اننا نرى في القطاع الخاص شريكا حقيقيا وعنصرا رئيسيا في عملية التطوير وضمان المواءمة بين العرض والطلب.
وتوجه أبو جيش للخريجين بالتهنئة، مثنيا على اختيارهم للمسار المهني، ما ينسجم تماما مع شعار وزارة العمل بأن "التدريب المهني هو الطريق الأقصر لمستقبل أفضل"، وداعيا إياهم للمثابرة والابداع والتميز ولان يكونوا رياديين خلاقين ذوي همة عالية.
وكان الوزير أبو جيش قد استهل زيارته بمركز تدريب مهني نابلس التابع للوزارة، حيث اطلع على وضع المركز واحتياجاته من أدوات وموارد بشرية والخدمات التي يوفرها للمتدربين، وكذلك على وضع التدريب المهني في المحافظة بشكل عام، لافتا الى ان الوزارة تعكف حاليا على الاعداد لبناء مركز جديد وعصري
في نابلس لتغطية حوالي 27 مهنة جديدة تتواءم مع احتياجات سوق العمل، مؤكدا على ضرورة العمل يداً بيدّ للوصول إلى مراكز تدريب مهني عصرية، وذلك في ظل السعي لتعزيز وتطوير التدريب المهني في فلسطين.
وشارك في الجولة الميدانية الوكيل المساعد عبد الكريم دراغمة والوكيل المساعد امين المطور ومدير عام التدريب المهني نضال عايش ومدير عام التشغيل رامي مهداوي ومدير عام مديرية نابلس خلدون مصلح ومدير دائرة الاشراف والمتابعة في التدريب المهني محمد ذيب ومدير التفتيش في المديرية أيوب الرابي.