أمام هول الحالات المرضية المفجعة لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني تتجدد آلامنا معهم وتغلي دماءنا وتنتفض نفوسنا غضباً على جبروت الاحتلال وظلمة, وتكتوي أفئدتنا وضمائرنا بحث عن وسيلة لإنقاذ أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات من عذاباتهم الناتجة عن ظلم واضطهاد السجان وجبروته وإجرامه لهم ,فاعلموا يا معشر الناس إن أسرانا الميامين هم أحياء ولكن هم في غياهب السجون أحياء على قيد اللاحياة,لهذا لا يمكن الاطمئنان على أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات الا بتحريرهم من سجون الاحتلال البغيضة وانعتاقهم من قبضة هذه العصابات الإجرامية...
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر, أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان وأمراض القلب والشلل النصفي والفشل الكلوي والرئتين، والكبد، والأورام والربو وأمراض أخرى..ألخ. في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يواجهون الموت البطيء وجميعهم يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة, ويعتبر من ابرز الأسرى الفلسطينيين المصابين بسرطان وحالته الصحية حرجة للغاية نتيجة سياسة الإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياته,
أنه هو الأسير المقعد مبتور القدمين, ناهض الأقرع ابن الواحد وخمسون ربيعاً, والقابع حالياً في سجن مستشفى الرملة الإسرائيلي ويعد من أخطر الحالات المرضية الصعبة الموجودة في سجون الاحتلال التي تستوجب علاجه والإفراج عنه لسوء وضعه الصحي المتفاقم، فهو مبتور القدمين ويعاني من أوجاع عديدة في القدمين وبكافة انحاء جسده المنهك من الامراض يرافقها إهمال طبي ومماطلة واضحة في تقديم العلاج اللازم من قبل إدارة معتقلات الاحتلال.
فإن حاله كحال كل الأسرى في سجون الاحتلال الذين يعانون الويلات من سياسات الإدارة العنصرية التي تتعمد علاجهم بالمسكنات دون القيام بتشخيص سليم لحالتهم ومعاناتهم المستمرة مع الأمراض لتركه فريسة للمرض يفتك بجسده, وقد أنهى عامه الاثنا عشر خلف القضبان ودخل عامه الثالث عشر على التوالي في سجون الاحتلال متنقلاً بين عيادات السجون والمستشفيات نتيجة وضعه الصحي الصعب وكغيره من الأسرى المرضى أصحاب الملفات الطبية المستعصية في سجون الاحتلال الاسرائيلي..
أم مازن رحمها الله والدة الأسير المريض ناهض الأقرع ( المبتور الساقين) التي تجاوزت الثلاث وسبعون عاماً من العمر كانت تواصل فعاليات التضامن والدعم والإسناد مع الأسرى في سجون الاحتلال دون كلل اوملل"
الأسير المريض:- ناهض فرج جدوع الأقرع ( الملقب بقاهر الميركافا )
تاريخ الميلاد:- 8 / 1 / 1968
بلدته الأصلية : بئر السبع
مكان الإقامة :- مخيم الأمعري في رام الله وفي الاصل هو من سكان قطاع غزة
الحالة الاجتماعية:- متزوّج ولديه 4 أبناء وهم/ نسمة وهي من مواليد 4 / 4 / 1998 ومصابة بمرض السكري ونداء من مواليد 2001م - رائد من مواليد 2003م – نارا من مواليد 2005م
العائلة الكريمة:- تتكون عائلة الأسير ناهض الأقرع من الوالدة والوالد الحاج/ فرج جدوع الأقرع "أبو مازن" والذين هم في ذمة الله حيث تعيش العائلة في الضفة الغربية والأبناء وزوجة المناضل الاقرع تعيش في قطاع غزه وله ثلاثة اخوة في سجون الاحتلال وجلهم احكام عليا...
المؤهل العلمي:- تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واكمل دراسته الثانوية العامة داخل السجن
تاريخ الاعتقال:- في البداية الاولى اعتقل منذ ١٩٨٣ الى عام ١٩٩٤- ثم جري اعتقاله منذ21/7/2007م
أصدرت بحقه محاكم الاحتلال:- حكماً بالسجن المؤبد 3 مرات،
التهمة الموجه إليه:- ضلوعه في قتل العديد من الجنود الاسرائيليين وتدمير دبابات الميركافا
مكان الاعتقال:- مستشفى ( مسلخ الرملة) الإسرائيلي
إجراء تعسفي وظالم:- يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسير ناهض بحرمان عائلته من زيارة منذ اعتقاله على الرغم من سماح سلطات الاحتلال مؤخرًا لعائلات الأسرى في قطاع غزة بزيارة أبنائهم، إلا أن القرار الصهيوني لم يشمل الأسرى المرضى من قطاع غزة الموجودين في مستشفى الرملة ومنهم الأسير الأقرع وقد افادت ابنته نسمة 21 عامًا أنها لم ترَ والدها منذ اعتقاله ولا تعرف كيف ملامحه اليوم لأنها ممنوعة من الزيارة هي وأخوتها، ولا أحد يزوره إلا والدتها وشقيقتها الصغيرة، "لا تعرف كيف ملامحه عندما تعود والدتها وشقيقتها من الزيارة تطلب منهم وصفه لهم ليتخيلوا ملامح والدهم الذي حرمهم الاحتلال منه,تقول نسمة وحرم الأسير الأقرع من زيارة ذويه رغم السماح لأسرى غزة بالزيارات ولم يسمح له بالزيارة إلا مرة واحدة في نهاية عام 2013م
مشوار حياته النضالي والكفاحي المعمد بالدم والتضحية والفداء والشرف وكيفية اعتقاله في ظروف غامضة وحالته الصحية الخطيرة للغاية للأسير البطل الأسطوري:- ناهض الأقرع
الأسير ناهض الاقرع قاهر الميركافا والذي حول بعضاً من الجنود الإسرائيليين كتل متفرقة وهم ومدرعاتهم بعد ان كانوا أعضاء كاملة متكاملة كانت الكرة الأولى في عام 2001 عندما فجر إحدى دباباتهم في منطقة حجر الديك شرق مدينة غزة بكميات كبيرة من العبوات والألغام التي زرعت على طريقها أدت الى مقتل ثلاثة من جنودها, ظل عسكر الاحتلال على أثرها يومين في تلك المنطقة يلملمون ما تبقى من حديد آليتهم المتبعثرة والتي اختلطت مع بقع من الدماء وقطع من اللحم المتمزق من احشاء رفاقهم وقلوبهم تتقد حزناً على من فارقهم ...
ولم تكد اسرائيل توقع هدنة بوقف اطلاق النار مع فصائل لمقاومة التي تستمر شهراً كاملاً حتي أرتكبت حماقة باغتيالها للشهيد رائد الكرمي القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في طولكرم في عام 2002,مما أدى لهيجان السلطة وقادتها وعلى رأسهم الرئيس الراحل أبو عمار الأمر الذي أدى لتدهور الأوضاع بين الطرفين حتى جاء أمر الرئاسة بإطلاق النار بشكل مباشر على الجنود, كان الأسير ناهض ممن كلفوا بالاشتباك المسلح والمباشر مع العدو باعتباره أحد عناصر أجهزة الأمن الفلسطيني لتأتي تفجير الدبابة الثانية على يديه بطن من المتفجرات والتي زرعت على مفترق نتساريم جنوب قطاع غزة,
حيث ألقت قوة ضغط الهواء الناتج عن الانفجار بجنود الميركافا الى عدة أمتار في الجو كأنهم حمم بركانية ثارت من الأرض لتقوم وحدة المدرعات الإسرائيلية بتوديع ثلاثة أخرين من الجنود قتلوا بنفس النقطة التي استشهد فيها الطفل محمد الدرة لتكون رداً مباشراً على كل من تسول له نفسه فلسطيني أعزل حيث تم الإشارة له بأصبع إبهام الرئيس أبو عمار قائلاً ومن شارك بهده العملية أنتم ناس جدعان, قام الاحتلال الإسرائيلي أثر هاتين العمليتين البطوليتين اللتين نفذها الأقرع باجتياح منطقة الزيتون من جنوبها حتى أقصى شمالها عدة مرات لاشتباهه به وبمناضلين أخرين بانهم من سكان الحى ولكن نيران الفصائل المسلحة أفشلت خططها عده مرات كان اخرها عام 2004 تم قطع رأس أحد ضباط الاحتلال على أيدي جنود سرايا القدس ...
كان الأقرع أحد ضحايا الانقسام البغيض حيث تعرض لأربعين طلقة نارية من قبل مسلحين قاموا بإطلاق النار على ساقيه وجسده من مسافة الصفر بسبب رصاصات الانقسام الفلسطيني في غزة عام ٢٠٠٧فجاءت رحلة العلاج إلى جمهورية مصر العربية حيث تم بتر القدم اليمنى ليقرر بعدها الرحيل الى الضفة الغربية عبر الأردن ولقد أنتهز الاحتلال الاسرائيلي هذه الفرصة فنتظر اللحظة التي سيقوم فيها الاقرع بالعبور على جسر الملك حسين الذي يربط الضفة الغربية بالأردن ليرسل فرقة من الموساد لاختطافه بتاريخ 21 / 7 / 2007 أثناء عودته قبل ان يصل معبر الكرامة ولم توضح المملكة الاردنية منذ ذلك اليوم حتى الآن ما جرى ....
ان الاحتلال الإسرائيلي قام بعدها بتقديمه إلى ما يعرف بالمحاكمة الإسرائيلية باعتباره من الأشخاص النادرين الذين دمروا دبابات الميركافا تدميراً كاملاً وليس تعطيبا كما جرى في أغلب الحالات حيث عدته المحكمة الاسرائيلية بأنه شكل خطراً على أمن دولتهم فحكمت عليه بالسجن ثلاث مؤبدات لافتاً إلى أنها المرة الثانية التي يخضع فيها للسجن المؤبد حيث تم اعتقاله لأول مرة في عام 1983 وتم الافراج عنه عندما قامت السلطة على أرض الوطن عام 1994 وبهذا يكون قد قضى نصف عمره في سجون الاحتلال حيث يبلغ من العمر اليوم من تاريخ كتابة هذا المقال المتواضع والذي يسرد سطور من حياة الفدائي المناضل الجريح الأسير الاقرع 51 عاماً
يقبع الأسير ناهض الاقرع في سجن الرملة حيث يتعرض لجهاز الموت البطيء من قبل سجانيه وهو ما تطلق عليه مصلحة السجون الإسرائيلية بعيادة سجن الرملة حيث تم إهماله طبياً بشكل متعمد مما أدى لإصابته بالغرغرينا في ساقة الأخرى مما أدى لبترها في البداية بتاريخ 3/4/2013م بعد إصابتها بالتعفن والالتهابات بسبب عدم تقديم العلاج وبعدها تم بتر الجزء الأخير من ساقه بتاريخ 23/2/2015م في مستشفى "أساف هروفيه" إلى أن أصبح بلا قدمين ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك وللأسف غير قادر على استخدام يده بسبب إصابته في كفه, ويأخذ مسكنات قوية تؤدي للإدمان كان حريصاً كل الحرص على أن لا يفقد مثلما فقد أختها ولكن دون جدوى.
تطالب عائلة الأسير الاقرع اليوم من كل الجهات المعنية بحقوق الأسرى بالسعي للنظر في أمره وارساله إلى مستشفى رسمي بدلاً من الأدوية الضارة التي اذبلت جسمه كالكورتيزون حيث يتعاطى الأسير ناهض هذا الدواء لمنع تمدد الالتهابات الى أمعائه وكليته ولكن مضاعفات الخطيرة قضت على ما تبقى حياً في جسده حيث أدى إلى تساقط الأسنان والشعر كما جلب له داء السكرى وهشاشة في العظام ويعاني من آلام في المعدة وصعوبة في الهضم وظهور بعض البقع الجلدية على جسمه وتمارس إدارة السجون معه سياسة الإهمال الطبي ليسجل بذلك الحالة الصحية الخطيرة بين أسرى العالم هو وبعض الأسرى الذين يقبعون في نفس الزنزانة مثل الأسير منصور موقد ومراد معيلق وخالد الشاويش ويسري المصري وغيرهم الكثير....
ومن المؤلم أن نذكر أن أطباء سجن الرملة أخبروه بضرورة زراعة أطراف صناعية لوقف انتشار هذه الالتهابات، ولكن إدارة السجن طالبته بدفع تكاليف زراعة الأطراف، وهو بحاجة أيضاً لكرسي متحرك، فالكرسي الذي يستخدمه الآن لا يوجد له مسند خلفي للظهر، مما سبب للأسير المعاق المريض ناهض الأقرع مضاعفات وآلام مستمرة، وأصبحت صحته تحتاج للتدخل والإنقاذ العاجل هو كافة الأسرى المرضى، والإنقاذ هنا لا يعني العلاج وانما الحرية,
يعيش الأسير ناهض اليوم في زنزانته الصغيرة وهو ينظر الى سجانيه التي امتلأت أعينهم بنظرات الإنتقام والحقد وهم يمنون لو ان يتسنى لهم الفرصة لكي يسلخوا جلده عن عظمه لم لا وهذا الرجل الذي أمامهم كان واحداً من الذين جعلوا جنودهم إلى جمرات تأكلها نيران متفجراته, ويسأل الأسير ناهض نفسه اليوم لماذا هذا التعتيم الإعلامي المتعمد على أمره وتم استثنائه من صفقات حزب الله وحماس والسلطة أهذا كان نصيبه لأنه دافع عن كرامة هذا الشعب وكان واحداً من الذين جعلوا عدوهم يجر أذيال خيبته جراً وموتاً وندماً وحسراً....
لقد ظلم هذا القائد البطل المناضل الاسطوري" قاهر الميركافا" حينما أطلقت مجموعات مسلحة من حركة حماس في أحداث الإنقلاب الأسود النار وطرزت جسده بالرصاص وحين تم تسليمه أثناء عودته من الاردن عبر معبر الكرامة الى الضفة الغربية
من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير/ ناهض الأقرع للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون قبل أن يلتحق بكوكبة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أي لحظة نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياته من قبل إدارة السجون ورفض الاحتلال إطلاق سراحه مبكرا لسوء وضعه.
الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات
والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض السرطان والقلب والرئتين والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان..
بقلم : سامي إبراهيم فودة