أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عن انتهاء استكمال استعداداته لتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة، بعد أن أجرى أكبر تدريبات عسكرية في عسقلان.
وبحسب متحدث عسكري إسرائيلي، فإن الجيش يستعد لاحتمال حدوث تصعيد كبير في الجنوب على جبهة غزة، ولذلك وفق تعليمات رئيس الأركان أفيف كوخافي منذ تولي منصبه، فإن الاستعداد لعملية بغزة يعتبر الأهم حسب ترتيب الأولويات الأمنية.
وتضمنت الاستعدادات شراكة كبيرة بين الهيئات العسكرية في هيئة الاركان العامة، وقيادة المنطقة الجنوبية، حيث تركزت على زيادة بنك الأهداف، وتمكين الاستخبارات وربطها بالوحدات الميدانية الاستخبارية، وتنظيم الجهد اللوجستي المكثف، وذلك ضمن خطة تحمل اسم "الفصول الأربعة".
وتم تنفيذ عملية الاستعداد على عدة مستويات، تمثلت في التخطيط والإجراءات القتالية، بمشاركة جميع الوحدات التي ستحارب في غزة، وزيادة بنك أهداف الحرب خلال عملية الاستعداد، وبناء خطط لإطلاق النار، حيث تم تنفيذ مخطط تدريبي يحاكي طبيعة القتال في غزة وقدرات "العدو" (أي الفصائل الفلسطينية).
وشاركت في التدريبات 8 فرق، ومئات من أفراد قوات الاحتياط، والقوات الجوية والبحرية في ساحة أسدود، إلى جانب قوات الهندسة. حيث وصفت تلك التدريبات أنها الأكبر منذ عملية الجرف الصامد "عدوان 2014"، ونفذت في مدينة عسقلان وبين المناطق السكنية، وتضمنت مجموعة من السيناريوهات.
ومن بين تلك السيناريوهات محاولة حماس اقتحام مدينة عسقلان بعدد كبير من المسحين، وسيناريوهات تتعلق بإخلاء الجرحى من الميدان، أو محاولة حماس السيطرة على كيبوتس قرب الحدود، أو إجلاء سكان خلال مداهمة حي ما في شمال قطاع غزة.
ويأمل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن تكون الخطة مرنة ونموذجية، وأن يتم تنفيذها في فترات قصيرة وأن تكون أي حملة بغزة تنفذ في أقصر وقت ولا تصل إلى 51 يومًا مثل الحرب الأخيرة. حيث يستعد لأي عملية بأسلحة جديدة ومحدثة، بعضها مخصص لمحاربة الانفاق.
ويقدر الجيش أن بناء الجدار السفلي والعلوي حول القطاع سيتم الانتهاء منه في منتصف 2020، وليس نهاية العام الجاري، وسيستطيع كشف الأنفاق الهجومية. حيث ركزت التدريبات أيضًا على التهديد المتمثل في الصواريخ المضادة للدبابات، إلى جانب الطائرات الصغيرة التي يمكن أن تستخدمها حماس لجمع معلومات أو تنفيذ هجمات. حيث أن قسم الدفاع الجوي لا زال غير راضٍ عن الحل المقدم لهذا التهديد، ويرى أنه بحاجة لتطور تكنولوجي آخر.
وقال ضابط من لواء جولاني، إن الجنود يعملون ليلًا ونهارًا، سرًا وعلانيةً، لحماية سكان النقب الغربي.
فيما قال كوخافي الذي تابع عن كثب التدريبات، أنه معجب بالتطور الميداني الكبير للجنود خلال الأشهر الأخيرة، وأن مستوى الاستعداد بات مرتفعًا للغاية لأي حملة عسكرية في غزة.
وأشار إلى أن الهدوء النسبي حاليًا في غزة لا يضلل الجيش، وأنه سيستمر في الإعداد خاصةً وأن جبهة غزة من الممكن أن تندلع فيها مواجهة في أي لحظة.