بالرّغم من كوني علمانيًّا، أكره التَّعصُّب وأنبذ التّزمّت ولا أميل إلى نشر مبادئي من منطلق عرقيّ أو دينيّ، إلّا أنّ ما تشهده هذه الدّولة من معركة انتخابيّة ستنتهي في 17.9.2019، أعتبرها هذه المرّة مصيريّة، لكلّ واحدٍ من مُواطِنيها، يهودًا وعربًا، فإنِّي أتوجّه بشكل خاصّ لأبناء الطّائفة المعروفيّة، الّذين قدّموا الغالي والرّخيص من أجل أمن هذه الدّولة واستمرارها، مُضحّين بحوالي 450 شهيدًا من فلذات أكبادهم، هذه الطّائفة الأبيّة الّتي بتاريخها لا تقبل الضّيم ولا التّمييز ولا الظّلم.
وفي خضمّ المعركة الانتخابيّة الّتي نشهدها اليوم لا بُدّ أن يُحاسِب كُلّ معروفيّ ضميره ويعرف أين سيُدلي بصوته في هذه الانتخابات الّتي تدور وتتركّز حول مصير قانون القوميّة الّذي جعل من الدُّروز مواطنين من الدّرجة الثّانية، والجميع يعرف من هي الأحزاب الّتي سعت إلى سنّ هذا القانون أو تمريرِه في الكنيست أو حافظت عليه، وأمرُ السّاعة يطلب من كُلّ معروفيّ عنده من الكرامة وعزّة النّفس أن يُحاسِبَ هذه الأحزاب وينبذها فلا يمنحها صوتَه وهي الأحزاب اليمينيّة، بدءًا باللّيكود وإسرائيل بيتنا وحزب كُلّنا الّذي ائتلف مع اللّيكود، والأحزاب اليمينيّة الأخرى وهي اليمين الجديد واليمين وحزبا الحريديم ، شاس ويهدوت هتوراة وحزب زهوت ،فإيّاكم إخوتي أن تُصوّتوا لأيٍّ من هذه الأحزاب الّتي تسير وراء بنيامين نتنياهو الّذي يخضع لشبهات الفساد والاختلاس وخيانة الأمانة، وفي مثل هذه الحالة على كلّ درزيّ حُرّ، أبن حرّ ، أن يُحاسب نفسه وضميره ويُقرّر عدم التّصويت للأحزاب اليمينيّة أملًا في إقصاء بنيامين نتنياهو عن السّلطة، الأمر الّذي يفسح المجال أمام قانون القوميّة الّذي جعلنا مواطنين درجة ثانية مُتجاهلًا كوننا أصحابَ هذا البيت مُخلصين للدّولة ومستقبلها، فكيف لنا أن نرضى بالتّنكُّر لحُقوقنا المشروعة، الّتي ينصّ عليها العدل والديمقراطية والقانون الدّولي.
فإيّاكُم يا أبناء عشيرتي من التّصويت لأيّ من الأحزاب اليمينيّة المذكورة أعلاه، ولكم الخيار أن تُصوّتوا لأحد الأحزاب اليساريّة وفي مقدمتها " القائمة المشتركة " التي حرصت على ترشيح ابن الطائفة المعروفية ، ابن المغار ، جابر عساقلة في المكان الثاني عشر الذي له كل الإمكانات بالنجاح ودخول الكنيستّ ويرجو دعمكم والتصويت لقائمته التي تسعى وفي صلب مشروعها إلغاء قانون القوميّة.
وفّقكم الله وسدّد خطاكم على طريق النّصر ودحر اليمين الفاشيّ العُنصريّ في 17.9 القادم.
بقلم كمال ابراهيم