أتذكرين شغبنا في الحُبِّ قبل دهرٍ ولّى، رغم الهمسات الصاخبة من شفتيكِ، حينما قابلتكِ أول مرة في حلْمٍ مجنون تهتُ ذات زمن في كوكب أزرق، وتجمّدت هناك من برْد مختلف عن برْدٍ أرضيّ، فكلما أجلس في العتمة مجبرا، لأن الكهرباء مقطوعة منذ زمن عني بسبب نسياني لدفعِ فاتورة التيار، وبتّ أعيش في عتمة مجنونة لكنها مؤقتة.. فحين أجلس في زاوية غرفتي، وعلى سريري الخشبي المصنوع من خشب الزان، ذاك السرير الذي يحسدونني عليه أصدقائي كلما يأتون لزيارتي، وقتما أكون مريضا بانفلوانزا عادية، وقتها يقولون في كل زيارة لهم ما أروع هذا السرير، رغم أنه سرير عادي! فعلى السرير أراني أتمدد كل ليلة، وأسأل ذاتي لماذا هذا الصمت منكِ، رغم أنك في حُلْمِي الأول كنتِ مشاغبة في الحُبِّ على ذاك الكوكب الأزرق؟ فأنا وأنت والصمت والعتمة نظلّ عاجزين عن خلق جوٍّ صاخبٍ، كما كنا في حلْمِي الأول، فحين كنتِ تدنين مني هناك تحت أشعة الكوكب الأزرق أذكر حينها بأن كل لمسة منكِ كنتُ أشعر فيها بتيار كهربي يلسعني ويضيء كل أفكاري، وأبيت هيمانا في حبكِ، رغم شغبكِ الأجمل من شغبي، فها أنا أستيقظ بعد كل حُلْم فيكِ لكن ليس حلما مشاغبا كالحلم الأول، لكنني أشتاق لشغبنا الأول في الحُبِّ.. فهناك فقط كنا أنا وأنت والصمت والعتمة الزرقاء، فحلْمي المجنون بكِ يطغي عليه صمتُك وعتمة لم تعدْ زرقاء، ولم يلسعني أي دفء من حضنكِ الدافئ، ولم أعد أسمع همساتكِ المشاغبة كما في الحُلْمِ الأول..
عطا الله شاهين