أصيب (66) مدنيًّا فلسطينيًّا منهم (28) طفلاً، و(4) نساء إحداهن مسعفة، وصحفيان، في قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، للمشاركين في الجمعة الـ 69 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة. بين المصابين (27) شخصًا أصيبوا بأعيرة نارية، وصفت حالة مصابين طفلين بأنها خطيرة.حسب ما رصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
ورغم أن تظاهرات اليوم شهدت تراجعًا في أعداد المصابين مقارنة بالجمع السابقة؛ إلاّ أن باحثي المركز سجلوا العديد من الإصابات بالأعيرة النارية الحية وفي الجزء العلوي من الجسم، مع عدم وجود أي خطر أو تهديد جدي على حياة الجنود، ما يدلل على استمرار الاحتلال في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
ولأول منذ انطلاق مسيرة العودة، لم تسجل أي إصابة شرق مدينة غزة، ساهم في ذلك انتشار عناصر أمنية بملابس رسمية على امتداد شارع "جكر"، منعت المتظاهرين التقدم باتجاه الشريط الحدودي مقابل مخيم العودة شرق حي الزيتون.حسب المركز
وانطلقت التظاهرات التي دعت لها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار تحت اسم "جمعة مجزرة وادي الحمص"، واستمرت من الساعة 4:00 مساء حتى 7:00 مساءً تقريبًا، وشارك فيها آلاف المواطنين، وتضمنت كلمات وعروضًا داخل ساحات المخيمات الخمسة، وتظاهر العشرات مقابل كل مخيم على مسافات تتراوح بين متر وعشرات الأمتار من الشريط الحدودي مع إسرائيل.
ووفق توثيق المركز، ترتفع حصيلة الضحايا في المسيرة منذ انطلاقتها في 30 مارس 2018 إلى (208) شهيد منهم (44) طفلاً، وامرأتان، و(9) من ذوي الإعاقة، و(4) مسعفين، وصحفيان. أما الإصابات فارتفعت إلى (13391) مصابًا، منهم (2775) طفلاً، و(413) امرأة، و(222) مسعفًا و(209) صحفيين، علما أن بعضهم أصيب عدة مرات.
ومن بين الإصابات وثق المركز، (196) حالة إعاقة، منهم (28) طفلا، و(5) نساء. والحالات مصنفة: (149) بتر، و(21) شلل، و(26) بصر أو سمع، و(9) حالات إعاقة جنسية.
وكانت تفاصيل الأحداث لهذا اليوم على النحو الآتي
محافظة الشمال: شارك ما يقارب 1500 مواطن في التظاهرات بمخيم العودة بمنطقة أبو صفية شمال شرقي جباليا، وشهدت ساحة المخيم فقرات من الأناشيد والتراث الفلسطيني ورفع العلم الفلسطيني، وكلمات لشخصيات وقيادات وطنية. اقترب العشرات من المشاركين من الشريط الحدودي وحاولوا إلقاء الحجارة. أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين ما أدى إلى إصابة (20) مواطنًا أحدهم طفل حالته خطيرة. بين المصابين (10) أطفال، وامرأتان إحداهما مسعفة، ورجل أمن. وتنوعت الإصابات: (11) شخصا أصيبوا بالأعيرة النارية والشظايا، و(٥) أصيبوا بأعيرة مطاطية و(4) بقنابل غاز ارتطمت بأجسادهم جميعهم أطفال. والطفل المصاب بجروح خطيرة هو الطفل ياسر صلاح محمد الطنة، 16 عامًا، وأصيب بعيار ناري في الفخذين أدي لقطع في الشريان الرئيسي. والمسعفة المصابة هي: وفاء عمر خميس جابر، 24 عامًا، وأصيبت بعيار مطاطي في الكاحل الأيسر، وهي مسعفة متطوعة لدي وزار الصحة. وخلال الأحداث اعتقلت قوات الاحتلال في حوالي الساعة 6:30 مساءً، أحد المشاركين في التظاهرات بعد اجتيازه للسياج الفاصل، ولم تعرف هويته.
محافظة غزة: احتشد المئات في منطقة ملكه بحي الزيتون شرق غزة. وألقيت الكلمات والعروض والفقرات الفنية داخل ساحة المخيم. وانتشرت عناصر أمنية على امتداد شارع جكر، مقابل مخيم العودة وحاولت منعت المتظاهرين من اجتيازه باتجاه الشريط الحدودي؛ حيث لم يتمكن سوى إعداد قليلة من الاقتراب لمسافة نحو 100 متر من الشريط الحدودي، وحاولوا إلقاء الحجارة بالمقلاع. أطلقت قوات الاحتلال بعض الأعيرة النارية والمعدنية تجاههم دون تسجيل أي إصابة لأول مرة منذ انطلاق مسيرة العودة.
المحافظة الوسطى: تجمع مئات المواطنين وضمنهم نساء وأطفال وعائلات في مخيم العودة شرق مخيم البريج، وتقدم العشرات من المتظاهرين من الشريط الحدودي على مسافة 2 إلى 70 مترا، من الشريط الحدودي، حيث تمركزت 9 جيبات عسكرية لقوات الاحتلال على امتداد الشريط المذكور، من موقع أبو مطيبق العسكري حتى موقع (قلبة وداي أبو قطرون) ورافق الجيبات تمركز آلية مدفعية فوق ساتر ترابي في محيط قلبة بوابة المدرسة. وأطلقت قوات الاحتلال طائرة مسيرة لتصوير المتظاهرين. رشق بعض المشاركين الحجارة تجاه قوات الاحتلال باستخدام (المقلاع والشُديدة)، بدورها أطلقت تلك القوات الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن إصابة (16) مواطنًا منهم (4) أطفال وامرأة وصحفي. بين المصابين (8) أشخاص بالأعيرة النارية، و(3) بالأعيرة المطاطية و(5) بقنابل غاز مباشرة. وسُجلت أغلب الإصابات في الجزء العلوي من الجسم والرأس. كما استخدم الاحتلال عربة ضخ المياه العادمة ضد المتظاهرين. وفي حوالي الساعة 5:50 مساءً، وبينما كان الصحفي أسامة شريف محمد الكحلوت، 35 عامًا، من سكان دير البلح، ويعمل في صحيفة دنيا الوطن، متواجدا على بعد 200 متر من الشريط الحدودي إلى الجنوب من بوابة المدرسة لتغطية الأحداث، تلقى اتصالا من رقم مقدمته 04 ومجرد أن فتح الهاتف المحمول للرد، أصيب بعيار ناري في ساقه اليسرى، نقل إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح حيث تلقى العلاج وغادر لمنزله.
محافظة خانيونس: شارك مئات المواطنين من فئات عمرية مختلفة في التظاهرات بمخيم العودة في خزاعة ومحيطه. وفيما بقي مئات المشاركين في ساحة المخيم الذي شهد إلقاء الكلمات وتكريم ذوي الشابين أحمد القرا، وهاني أبو سلمي، اللذين قتلتهما قوات الاحتلال شرق خانيونس خلال الأيام الماضية، اقترب عشرات المتظاهرين من الشريط الحدودي، مسافات تتراوح بين عدة أمتار وعشرات الأمتار من الشريط المذكور وحاولوا إلقاء الحجارة تجاه أماكن تمركز قوات الاحتلال داخل الشريط. أطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية والمعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن إصابة (17) مواطنًا بجروح، منهم (10) أطفال وصحفي. من بين المصابين (4) أشخاص أصيبوا بأعيرة نارية وشظايا و(9) بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط و(4) بقنابل غاز مباشرة. الصحفي المصاب هو حاتم سعدي صالح عمر، 39 عامًا، من سكان رفح، وأصيب بعيارين معدنيين مغلفين بالمطاط في ساقيه، وذلك أثناء عمله في تصوير الأحداث في نطاق حوالي 130 مترًا من الشريط الحدودي، علمًا أنه كان يرتدي ملابس مميزة عبارة عن سترة زرقاء مكتوب عليها Press، وهو يعمل مصورًا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا". كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقت قوات الاحتلال، عولجوا ميدانيًّا.
محافظة رفح: شارك مئات المواطنين من بينهم نساء وأطفال في التظاهرات بمخيم العودة في بلدة الشوكة، شرق مدينة رفح. شهدت ساحة المخيم فقرات فنية، وإلقاء كلمات خطابية. حاول عشرات من المتظاهرين الوصول إلى مسافة قريبة من الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وألقوا الحجارة تجاه قوات الاحتلال المتحصنة في المنطقة. أطلقت تلك القوات الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز باتجاه المتظاهرين. أسفرت الأحداث عن إصابة (13) مواطنًا، منهم (4) أطفال أحدهم حالته خطيرة. أصيب (3) أشخاص بأعيرة نارية و(7) بقنابل غاز مباشرة، و(3) أعيرة مطاطية. والطفل المصاب بجروح خطيرة هو محمد زاهر واصل أبو زيد، 15 عامًا، وأصيب بقنبلة غاز مباشرة في الرأس.