ما من شك أن التحالف الجديد المسمى " المعسكر الديمقراطي " بين حركة " ميرتس " ورئيس الحكومة الأسبق ايهود براك ، يشير إلى أن " ميرتس " التي كانت تبدي مواقف ايجابية في ادائها وسلوكها البرلماني ، وفي بعض من مواقفها السياسية والاجتماعية ، تتمسك بجذورها الصهيونية ، أو ما يسمى " يهودية الدولة " .
ولعل انتخاب نيسان هوروفيتس ، هو اشارة ودلالة واضحة على أنها قررت هجر مواقفها ومغازلة معسكر " الوسط " والتقرب منه ، ويؤكد ذلك اعتراضها على قانون المساواة الذي تقدم به عضو الكنيست الجبهوي د. يوسف جبارين ، كونه يتعارض مع " يهودية الدولة " .
وعلى مدى سنوات طويلة رأينا كيف أن " ميرتس " لم يعترض على الحروب التي شنها حكام اسرائيل ، الا في وقت متآخر ، وبعد سقوط الكثير من الضحايا في الجانب الاسرائيلي ، عدا عن رفضها لحق العودة الفلسطيني ، وهذا دليل قاطع على ولائها الفكري الايديولوجي العقائدي وعمقها الصهيوني .
ويبدو أن اعتذار باراك للجماهير العربية عن مقتل ١٢ شابًا عربيًا فلسطينيًا خلال الهبة الجماهيرية في اكتوبر العام ٢٠٠٠ ، جاء بطلب وتوصية من " ميرتس " وعرباتها ، لاهداف انتخابية بحتة ، وذلك بهدف كسب اصوات الوسط العربي ، اكثر مما حصلت عليه في الانتخابات التي جرت في نيسان الماضي ، وذلك بفعل تفكك القائمة المشتركة وخيبة الأمل حينها ، وترشيح عربيين في موقعين متقدمين في القائمة الانتخابية .
ان اقامة التحالف بين " ميرتس " وبراك وعساكره من جيش الاحتلال ، هدفه انقاذ سمعة اسرائيل ، والحفاظ على وجهها التجميلي الديمقراطي .
وباعتقادي المتواضع أن " ميرتس " اخطأت بشراكتها الجديدة ، التي تجعلها تفقد مصداقيتها كحزب يساري ، وكشفت حقيقة عمقها الصهيوني ، وهي الآن خلفًا در في المشهد السياسي الاسرائيلي .
بقلم/ شاكر فريد حسن