كما نرى بأن أزمة السفينتين الإيرانية والبريطانية تتصدر المشهد في مضيق هرمز، وعلى الرغم من الضبابية في المشهد الذي يتزايد التصعيد فيه بين واشنطن وطهران، إلا أن الأزمة ربما ستتفاقم رغم محاولة الأوروبيين انقاذ الاتفاق النووي، رغم اقتراب مهلة الستين يوما لتحديد موقفهم، إلا إن المشهد يوحي بضبابية، ولكن إذا ما تأملنا ما يجري حاليا في منطقة الخليج الفارسي فيتبين بأن جميع الدول الأجنبية والإقليمية تريد الأمن في المنطقة، إلا أن مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يهدف من ورائه بناء تحالف دولي ضد إيران کان هدفه النهائي في الواقع هو تبرئة حکومة الولايات المتحدة الأمريكية من اتهام زعزعة الأمن في الخليج الفارسي، وذلك عبر سياستها في الهروب إلی الأمام.
لا شك بأن أن الأيام القادمة ستشهد تطورات من تحديد الدول الراغِبة في المُشاركة في هذا التحالف الدولي، الذي تريده واشنطن، رغم أن الدول التي تدافع عن التحالف الدولي بكل تأكيد عندها أجندات أمنية لحماية مصالحها الاقتصادية، فالرئيس الأمريكي يريد مبادرة بقيادة أميركية لحماية الخليج، لكن على ما يبدو بأن المشروع سيكون بتمويل دول خليجية، ومن أجل هذا تستخدم الإدارة الأمريكية فزَّاعة التهديد الإيراني، كما نرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد الضغط على طهران، وخنقها من خلال عقوبات اقتصادية فرضتها واشنطن لمنع تصدير نفطها، لكن منذ بداية الأزمة بينهما، فإن طهران ردت على العقوبات المفروضة عليها بأنه لن يُصدَّر النفط من مضيق هرمز في حال استمرت الولايات المتحدة الأمريكية حربها لتحجيم دور إيران في المنطقة، فرغم استمرار الأزمة ومواصلة احتجاز السفينتين، إلا المشهد فيه ضبابية، لأن الموقف الأوروبي سيكون له تأثير في الأزمة المستمرة بين طهران وواشنطن، ولكن لا تبدو هناك مؤشرات على قرب اندلاع حرب في منطقة الخليج..
بقلم/ عطا الله شاهين