أحمد نمر حمدان في ذمة الله

بقلم: مصطفى يوسف اللداوي

طودٌ شامخٌ لم يعرف الانحناء...

وجبلٌ راسخ ما اعتاد الاهتزاز...

وقامةٌ مرفوعةٌ ما عرفت الخنوع...

وإرادة صلبة ما قبلت الخضوع...

عالي الصوت... جريء الكلمة...

صادحٌ بالحق... صادقُ الوعد...

نبيل الشيم... عالي القيم...

سخي اليد... جواد النفس...

عينٌ ثاقبةٌ ورأيٌ سديدٌ...

جبهةٌ وحده إذا ما قاوم وفريق بنفسه إذا قاتل...

عنيدٌ لا يكسر... وصلبٌ لا ينثني... وقويٌ لا يهزم...

عرفته السجون أسداً وخبرته المعتقلات هزبراً ...

وعركته الأيام رجلاً وصقلته الأيام حكمةً ...

خيام النقب تعرفه ... وأقسام سجن غزة وعنابره تذكره...

رحم الله الأستاذ والقيادي الكبير أحمد نمر حمدان...

هنيئاً لمن عرفه وعاش معه وتعلم منه...

وطوبى لمن رافقه السجون وشاركه الهموم...

جزاه الله عن الأمة خيراً، وعوضها من بعده نصراً...

شهيدٌ أنت أيها الشيخ الجليل ولو مت على فراشك، عظيمٌ أنت بما قدمت وأعطيت....

سلام الله عليك في الخالدين أستاذي وشيخي ومربي وقائدي وأميري ووالدي الكبير الشيخ أحمد نمر حمدان، فقد عشت معك طويلاً، ورافقتك في السجون كثيراً، وعملت تحت إمرتك، وأطعت أمرك، والتزمت توجيهك، وأصغيت لنصحك، وخضت معك المواجهات، وتحديت وإياك الصعاب، وعرفت معك قيمة الصبر وفضل الاحتساب، وأدركت بصحبتك عاقبة الصمود وثمرة الثبات....

رحمة الله عليك يا آخر شيوخ حماس، ويا أعظم رجالات الحركة الإسلامية في فلسطين، يا صاحب الكلمة الحرة والموقف الجريء، والرأي الحازم والحكم الرشيد، يا رائد المساجد وملك المنابر، أيها الخطيب البليغ بياناً، الذلق لساناً، البديع قولاً، الجياش عاطفةً، المعطاء فكراً، الزاخر نفائس، والمخبوء دراً...

الأستاذ أحمد نمر حمدان ... رحمة الله عليه، وأسكنه الله فسيح جناته، وعوضه عن دنياه جنةً ونعيماً، وكوثراً وفردوساً، وجمعه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام وشهداء الأمة الأبرار، ورجالات فلسطين وقادتها الأطهار...

 

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

 

بيروت في 5/8/2019