التقاها ذات مساءٍ
كان الجوّ ضبابيا
سلّم عليها وقال: أين غبتِ عنّي مُدّة من الزّمن؟
بدأ يعتابها في جوّ ضبابي على رصيفِ الشّارع..
قالت له: لقد انشعلتُ في تسويةِ مسألةٍ عالقة..
ردّ عليها بغضبٍ: فلماذا إذنْ تغلقين هاتفكِ الخلوي؟
قالت: لقد تعطّل الهاتف ولم أملك مالاً لشراء هاتفا آخر..
لمْ يقتنع بحجّتها وظلّ يجرحُها بكلامِه القاسي..
فقالت له: هل ابتعادي عنكَ ليوميْن يحعلكَ تعاتبني بقسوة؟
صمتَ وعانقها
مرّ طفلٌ مع أُمّه من جانبهما، وسأل ماذا يفعلان؟
قالت له أُمّه التواقة لهكذا عناق: إنه يعاتبها يا ولدي..
فردّ الطّفل فلماذا أبي يعاتبكِ فقط تحت الشمس؟
قالت إن عتابَهما مختلفٌ لأنهما يفهمان الحُبّ
فوالدكَ لا يفهمُ معنى الحُبّ البتة..
فسألها طفلها وهل العتابُ في جوٍّ كهذا يمسحُ كل الأخطاء؟
فقالت أمه بينما كانت ترتجف: الدفء منهما يا ولدي يقرّبهما من بعض..
قال الطّفل: هذا عتابٌ يستحق أن يفتحا صفحةً جديدة في علاقتهما..
وبعد أن انتهى عناقهما نظرَ إليها وقال: عتابي لكِ في الضّبابِ كان استثنائيا،
لكنْ في عناقكِ كنتِ توبّخينني بشفتيكِ السّاخنتين..
وسارا مسروريْن في الضباب..
عطا الله شاهين