بشغف، يتابع الشعب الفلسطيني ومختلف قواه الحية، استطلاعات الرأي التي تتنبأ بالانتخابات القادمة في دولة الاحتلال، لكن أيًا كانت النتائج، فهل يا ترى ستغير من الواقع السياسي والامني المعاش في الضفة الغربية التي تئن من التجريف والتوسع الاستيطاني وحملات الاعتقال في قلب مناطق "ا"، عدا عن عمليات الهدم والطرد والتهجير وغيرها الكثير من الممارسات اليومية ضد الانسان الفلسطيني.
جميع الاحزاب على مختلف توجهاتها في دولة الاحتلال تتبع وترسم سياسة عامة تحقق مصالح دولة الاحتلال، واهمها الامن، ومن ثم نستطيع القول ان لا تغير كبير سيحدث ويطرأ في كيفية التعامل مع الفلسطينيين، وان حدث سيكون بشكل هامشي لا يمس القضايا الجوهرية، مثل زيادة عدد العمال حملة تصاريح العمل او تقليصها وذلك يتبع رؤية الحزب الحاكم وقتها، وان كانت المؤشرات تشير الى ان من مصلحة الاحتلال الزيادة في هذا المجال.
من خلال الإعلان عن القوائم الانتخابية للكنيست القادم في كيان الاحتلال، تباينت التحليلات فيمن سيفوز، لكن يبقى "نتنياهو" صاحب خبرة طويلة في الحكم وليس من السهولة القفز عنه وتخطيه من قبل الاحزاب الاخرى.
تشير استطلاعات الرأي وتركيبة القوائم أن تحالف نتياهو ما زال يتصدر، رغم ان ليبرمان يبدو كمنافس قوي، لكن لنتذكر ان ليبرمان هو صاحب تصريح اغتيال هنية في حال استلم الجيش، واستلم ولم ينفذ.
ما يسمى بتحالف وحدة وطنية يضم حزب "أزرق - أبيض"، سيحصد اصوات كثيرة لكنه لم يأتي بجديد لجمهور يريد المزيد، فالاصوات حتى تحسم لا بد من خطاب جديد ونوعي يحقق مصالح اكثر، وهي عمل وشغل وفرصة يعرفها "نتنياهو" جيدا.
في حال فوز "نتنياهو" ستبقى الضفة الغربية ينهشها الاستيطان، فوعود "نتنياهو" واضحة في هذا المجال لناخبيه، ولا رجعة عنها، ما دام لا يوجد ضغوط فلسطينية او من المجتمع الدولي غير بيانات الشجب والاستنكار.
وسيحاول "نتنياهو" ضم المنطقة "ج " في الضفة، فكافة السيناريوهات تقول أن الاحتلال يعمل على تطبيقها بكل جدية والدليل ما يجري على ارض الواقع بفعل قوة السلاح، والشواهد لا تعد ولا تحصى.
حتى على فرض ان "نتنياهو" خسر الانتخابات والمؤشرات ضعيفة في هذا المجال، فان ممارسات الاحتلال لن تتوقف، واحتمالية وقوع حرب جديدة على غزة لن تحصل في جميع الاحتمالات، كون ثمنها مرتفع جدا لدى الاحتلال.
اذا اراد الشعب الفلسطيني وقواه الحية التأثير على الانتخابات في دولة الاحتلال وجرياتها فان هذا يكون، بطريقة واحدة فقط وهي تقوية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وليس غير ذلك، فما دام البيت الفلسطيني منقسم على نفسه، سيغري من يفوز لاحقا بالتهام وابتلاع المزيد من الارض والحقوق الفلسطينية.
لو كنا نحن الشعب الفلسطيني متحدين، ونعمل ضمن برنامج وطني موحد مقاوم، لما تجرأ "نتنياهو" او من سياتي بعده لاحقا على القيام باي اعتداء على الفلسطينيين، ولكن جرت سنة الحياة ان القوي هو من يصنع الحدث وليس الضعيف.
بقلم/ د خالد معالي