(مسافرونا الفلسطينيون يموتون على المعابر والحواجز المصرية خوفاً وقلقاً وقهراً وابتزازاً)
السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي حفظه الله،،
رئيس جمهورية مصر العربية
تحية طيبة وبعد،،
من منطلق القناعة بوحدة المصير المشترك، وبدور مصر العظيم في دعم وإسناد مقومات صمود الشعب الفلسطيني، واستكمالاً لدورها التاريخي في دعم شعبنا، وتطبيقاً لمواقفكم المعلنة بتسهيل حياة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الصامد رغم الحصار الظالم،،
فإننا باسم أبناء شعبنا في قطاع غزة نتوجه إليكم بطلبنا هذا بضرورة التدخل العاجل لتغيير نمط التعامل الأمني المصري مع المسافرين الفلسطينيين، حيث يتعرض هؤلاء المسافرون في معبر رفح والحواجز في طرق مصر الحبيبة إلى مهانة شديدة، وعمليات إذلال مستمرة، ومصادرة لبعض أغراضهم ومتاع سفرهم، ومضايقات لنسائهم دون أدنى اعتبار لعامل الاخوة والدين والقربى، وتأخير للمسافرين، وتركهم وأطفالهم ونسائهم ومرضاهم فترات طوال في حالة انتظار وقلق وخوف وخطر. فرحلة السفر الان تستغرق أكثر من 4 ايام يضطر المسافر ومن معه من نساء وأطفال النوم في العراء، بينما الطبيعي أن يستغرق الطريق 5 ساعات فقط.
إن هذه العناصر التي ترتكب هذه التجاوزات الجسيمة - رغم قلتها – تسيء لسمعة مصر، وتخصم من رصيد "قوة مصر الناعمة"، وترسخ صورة نمطية مؤلمة في ذاكرة الأجيال الفلسطينية ووعيها الجمعي، خاصة في ظل التطور الرهيب، والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات.
لذلك، فإننا يا سيادة الرئيس نرجو إصدار تعليماتكم العاجلة بالعمل على تسهيل رحلة السفر على المسافرين، وتوجيه أوامركم لتسهيل مرورهم، واحترامهم، وعدم المس بكرامتهم على الكمائن "الحواجز"، خاصة كمين "الريسة"، وكمين "المدرسة" – الميدان- وغيرها من الحواجز على الطرق، لكونهم إما عائدون إلى غزة، أو مسافرون لقضاء حوائجهم، دون إغفال الحاجة الأمنية للحفاظ على سلامة الجيش المصري.
كما نناشدكم برفع المنع الأمني عن كثير من فئات الشعب الفلسطيني المظلومة، حيث يعاني طلاب ومرضى وكبار سن ونساء وأساتذة جامعات ومهندسين وأطباء وشخصيات مجتمعية واعتبارية من منع أمني - ليس له مبرر على الإطلاق -، يحرمهم من حق السفر للعالم الخارجي، حيث تعتبر مصر العزيزة هي البوابة العربية الوحيدة والتي عبرها فقط يستطيعون التنقل لدول العالم، ولا يوجد غيرها إلا "معبر ايريز" الاسرائيلي والذي يرفض الفلسطينيون السفر تحت حراب الاحتلال وذله عبر هذا المعبر إلا المضطرون للعلاج وغيرها من الحالات الإنسانية،، وهذا المنع يتسبب في حرمانهم من لم شملهم بأهلهم وذويهم في الخارج، وحرمانهم من حق التعليم والعلاج والمشاركة في ورشات عمل ومؤتمرات علمية وثقافية.
وقد تجاوز عدد الممنوعين 140 ألف ممنوع من السفر من بين 2 مليون نسمة في قطاع غزة بما نسبته 7%، وهذا عدد كبير جداً، ولافت للانتباه، ويخالف كل القوانين والأعراف المتبعة بين الدول والشعوب.
لذلك فإننا نكرر الرجاء لسيادتكم التكرم بإصدار تعليماتكم الواضحة بوقف هذا المشهد المسيء للعلاقة بين شعبينا، خاصة أن المحاكم المصرية لم تُسجِل على أي فلسطيني من قطاع غزة أي جنايات أو حتى جُنح.
فنحن نحب مصر حد العشق، وفي غزة ثمانين ألف يحملون الجنسية المصرية، قرابة ٤% من نسبة السكان، ونحافظ عليها لأنها عمقنا العربي، وقبلة العرب جميعاً نحو العلم، والرئة التي نتنفس من خلالها، والدولة التي نعتز بها وبقوتها وتاريخها المجيد، ويشهد التاريخ أن غزة هي عمق وبوابة للأمن القومي المصري، والمكملة له. وقد أنقذت غزة العام الماضي مجموعة صيادين مصريين قذفتهم أمواج البحر العاتية الى غزة، وعالجت غزة المصابين على الحدود، وأَمّنَت الحدود مع مصر ضد المتشددين والارهابيين.
وحفظ الله مصر،،
بقلم/ د. فهمي شراب
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
محاضر في الجامعات الفلسطينية
فلسطين/ غزة