لا تكاد ملامح الفرح تغادر وجه والدة الطفلة ميار خطاب بعد أن استطاعت وللمرة الأولى أن ترضع طفلتها بعد معاناة طويلة، جراء ولادة الطفلة بخلل عضوي ناجم عن قصر في المريء.
تقول والدة الطفلة خطاب: " منذ ولادة طفلتي قبل أربعة أشهر وأنا أعاني جراء معاناة طفلتي وخوفي من فقدانها، وقضيت معظم وقتي لمدة 4 أشهر مرافقة لطفلتي في المستشفى وكنت أتألم في كل مرة يتم تغذيتها فيها عبر المعدة مباشرة وأتساءل متى ستنتهي معاناتها".
وتصف والدة الطفلة نجاح عملية طفلتها وبطريقة نوعية بالعبقرية الفلسطينية، مشيرة إلى تفاجئها بالإمكانيات الطبية البشرية للكوادر الصحية بقسم جراحة الأطفال بمجمع الشفاء الطبي على كافة الأصعدة، شاكرة جهود الكوادر الصحية وعلى رأسهم الدكتور اسماعيل نصار رئيس قسم جراحة الأطفال بمجمع الشفاء الطبي وكل الفريق الطبي في القسم والذين بذلوا أقصى ما بوسعهم لإنقاذ حياة طفلتها.
استشاري جراحة الأطفال د. إسماعيل نصار بمجمع الشفاء الطبي عقًب على العملية قائلاً: " إن العملية تعد من العمليات النوعية والأكثر تعقيدا، حيث ولدت الطفلة تعاني من قصر في المريء بلغ اكثر من 7.5 سم".
وبين د. نصار أنه وبعيد اجراء التشخيص الطبي والتصوير بالأشعة، تدخل الطاقم الطبي بإجراء جراحة نوعية، تمت عبر مرحلتين، أولاهما فتح فتحة تغذية للمعدة وذلك بهدف تغذية الطفلة وتوسيع المعدة، حيث استمرت هذه المرحلة لمدة 4 أشهر".
وتم، بعد التأكد من نجاح المرحلة الأولى عبر التصوير بالأشعة، ادخال الطفلة للعملية الثانية وفيها تم استخدام وصلة من المعدة الموسعة وتوصيلها بالمريء العلوي في عملية استغرقت لأكثر من 8 ساعات".
ويبين د. نصار أن الطفلة بدأت تعتاد على الرضاعة من الفم وبدأت صحتها تتحسن تدريجياً يوما بعد آخر حيث لا تزال تمكث بقسم جراحة الأطفال بمجمع الشفاء الطبي للتأكد والاطمئنان على صحتها".
د. نصار وبرفقة الطاقم الطبي الجراحي بقسم جراحة الأطفال بات محط ثقة كبيرة بين الجمهور المحلي، وبين الأطباء بدول الجوار، حيث باتت الحالات التي تجرى في قسم جراحة الأطفال بمجمع الشفاء، تعرض ضمن الأوراق البحثية في المؤتمرات العلمية المتخصصة بذات الشأن وكذلك في مجلات البحث العالمية المتخصصة بجراحة الأطفال لتؤكد تميز الكادر الطبي الفلسطيني وقدرته على الانجاز في أصعب الظروف.