نظم مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان بغزة اليوم الاربعاء لقاء حول " الإعلام وخطاب الكراهية" وذلك في قاعة اتحاد المراكز الثقافية بغزة اليوم، وذلك بمشاركة العديد من النخب الإعلامية و الثقافية والأكاديمية وطلبة الجامعات.
افتتح اللقاء الإعلامي أشرف أبو خصيوان موضحاً أن الهدف من هذا اللقاء مناقشة الدور المناط بالإعلام في حماية المجتمعات من الانهيار والتفكك، وسبل دعم السلم الأهلي في المجتمعات العربية عامة، والفلسطيني خصوصاً، مؤكداً على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام المختلفة بشقيها التقليدي والجديد في إثارة النعرات والتعصب بين أفراد المجتمع الواحد، ومحذراً في ذات الوقت من انفلات الخطاب الإعلامي في ضوء ما تشهده المنطقة من صراعات داخلية قد تؤدي إلي تفكك الدولة الوطنية.
وأشار إلي أن التوظيف السياسي المكثف لوسائل الإعلام، مع تصاعد الأزمات السياسية في المجتمع العربي، كأداة أساسية وطرف فاعل في الصراعات الدائرة في المنطقة العربية، الأمر الذي انعكس سلباً على مهنية تلك الوسائل ومصداقيتها والدور الرئيسي المنوط بها، وبات معها واضحاً أن المشهد الإعلامي العربي يعيش أزمة أخلاقية مستعصية، سواء فيما يتعلق بالأزمة السورية أو الخليجية، أو الليبية أو غيرها من الأزمات المتتالية.
بدورها أوضحت المحامية والناشطة الحقوقية فاطمة عاشور أن انتشار خطاب الكراهية والتحريض في وسائل الاعلام، لا يمكن أن يبني مجتمع ديمقراطي ، بل يشكل تهديداً مباشراً له، إلي جانب أنه أداة أساسية من أدوات التصدع والتفرقة داخل المجتمعات وخارجها، فهذا الخطاب هو تهديد حقيقي للمنظومة الديمقراطية وللحريات العامة وحقوق الإنسان، وانتهاكاً للمواثيق الدولية التي تندد بتلك اللغة في الخطاب الإعلامي، بل وتشكل محاكم دولية متخصصة لمتابعة مستخدميها.
ونوهت إلي أن محاولة البعض الترويج لخطابه التحريضي من نطاق حرية التعبير الذي كفلته كافة المواثيق والأعراف الدولية، هي واحدة من الأخطاء أو الخطايا الكبرى التي تقترف باسم الحرية، فالحرية كما أكدت عليها كافة الأعراف والمواثيق الدولية جاءت بالأساس لضمان حقوق الإنسان، وليس للدعوة للانتقاص منه أو أذيته كما يفعل أصحاب هذا الخطاب. وهي محاولة فاشلة شكلاً ومضموناً.
من جانبها أكدت محررة شبكة نوى الاخبارية شرين خليفة ، أن خطاب الكراهية هو معول هدم رئيسي في كافة المجتمعات، وأنه كان أحد المعاول الرئيسية في استدامة حالة الانقسام السياسي الفلسطيني الداخلي، وأنه وللأسف لا يزال الاعلام الفلسطيني يتبع الحالة السياسية وهو ما جعله أداة في زيادة تفسخ النسيج الاجتماعي في فلسطين خصوصاً في ضوء عجز وتراجع القوانين والنظم الضابطة للعمل الصحفي، وذلك بسبب تبعية الإعلام للأحزاب السياسية في الحالة الفلسطينية، وبسبب ضعف المجموع الصحفي وغياب ميثاق شرف صحفي متطور وحديث يجمع عليه الجميع ويأخذ بالاعتبار خصوصية الحالة الفلسطينية.
ونوهت إلي ضرورة أن يتبنى المجموع الصحفي في الأراضي المحتلة ميثاق شرف صحفي يواجه خطاب الكراهية والتحريض على الآخر ونبذه، وذلك من خلال تكثيف التقارب بين أفراد الجسم الصحفي، وذلك لتعزيز الجسور الصحفية بين مختلف الانتماءات والمشارب الفكرية المختلفة.
وفي نهاية اللقاء أوصي المشاركون بضرورة إجراء دراسات تأسيسية واستطلاعية ، بحيث تمهد وتؤسس لحقل بحثي جديد من مجال الدراسات الإعلامية في المنطقة العربية، وتوعية الصحفيين بمسئوليتهم تجاه خطورة انتاج خطاب إعلامي مبني على الكراهية والتحريض من خلال نقلهم للأحداث أو نقل خطابات الكراهية التي تصدر على لسان جهات معينة. الدفاع عن شرف المهنة وأخلاقياتها ورفضهم استخدام كل المصطلحات التي تدعو للحقد والكراهية، وعقد جلسات حوارية وورشات لطرح هذه القضية وتقديم خطط لعلاج هذه الأزمة التي يقع فيها الإعلام العربي، وضرورة أن تتضمن تقارير حقوق الإنسان رصد دوري لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام المختلفة داخل الوطن الواحد.