نجم شبكة CNN “جيك تابر“ يُعاند الحقائق ويستخدم مجزرة تكساس كمناسبة لادانة الفلسطينيين

 تعرض جيك تابر، مقدم برنامج "حالة الاتحاد" الأسبوعي الشهير على شبكة CNN التلفزيونية الاميركية، لانتقادات شديدة من قبل النقاد بعد أن شبّه على برنامجه الأحد الماضي( 4 آب 2019) حركة التحرير الفلسطينية بأيديولوجية العنصريين البيض، وذلك على خلفية المجزرة التي ارتكبها أحد العنصريين البيض في مدينة إلباسو، بولاية تكساس التي تقع على الحدود الأميركية مع المكسيك، في اليوم السابق، 3 آب 2019، مستهدفة زبائن متجر يرتاده عدد كبير من المواطنين من الأصول المكسيكية.

وجاءت آخر تعليقات تابر المعادية للفلسطينيين خلال حلقة موسعة من البرنامج الأهم لشبكة CNN (برنامج حالة الاتحاد) يوم الاحد، والذي خصص لمناقشة عملية القتل الجماعي في مدينة إلباسو بتكساس، التي اعقبها بعد ساعات عملية مماثلة في مدينة دايتون بولاية أوهايو، التي أودت بحياة 31 شخصا وجرح 59، علما ان مرتكب المجزرة في إلباسو، باتريك كروسيوس من دالاس، استشهد بعبارات عنصرية معادية للمهاجرين وبخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب كعوامل محفزة في "مانفستو" من 2300 كلمة نشرها على الإنترنت قبل الهجوم بفترة وجيزة.حسب ما ورد في تقرير نشره موقع "القدس" دوت كوم

وقال تابر، وهو إعلامي أميركي يهودي بارز، ومن مؤيدي اللوبي الإسرائيلي إيباك "الأمر المثير للاهتمام هو كما تعلمون، أنك تسمع المحافظين طوال الوقت، يتحدثون بذات النغمة التي وضعها الناس في العالم العربي، كيف يتحدث الزعماء الفلسطينيون- والطريقة التي يتحدثون بها عن الإسرائيليين، مبررين هجماتهم... قد لا توجد صلة مباشرة بالضرورة بين ما يقوله القائد والعنف ضد فتاة إسرائيلية فقيرة في مطعم للبيتزا. لكن الفكرة أنك تعزز من هذه الكراهية. ومع ذلك ، فإن الناس لا يفعلون ذلك- ولا يمكنك مقارنة أيديولوجية حماس بأي شيء آخر - ولكن في الوقت نفسه، فإما أن هذه اللهجة (التحريضية) إما تستخدم وإما لا تستخدم".

ويلاحظ أن "إيباك" ومؤيدوها في وسائل الإعلام يحاولون دائما لربط أي حادث عنف قد يصنف إرهابيا، أو قد يقع في خانة الإرهاب، بالعرب والمسلمين، وخاصة بالفلسطينيين، بغض النظر عن السياق الذي تقع فيه مثل هذه الحوادث ومرتكبوها.

وقال عمر بدار، نائب مدير "المعهد العربي الأميركي" رداً على سؤال وجهته له "القدس" بخصوص ما قاله تابر "إن هذا يعكس مواقف جيك تابر التاريخية المعادية للفلسطينيين".

وأضاف بدار "إنه جزء من إستراتيجية مناصري إسرائيل لنزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين كلما سنحت الفرصة، بغرض عدم محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته البشعة التي يرتكبها ضد الفلسطينيين".

يذكر أن تابر طالما شبه حركة مقاطعة إسرائيل BDS بمواقف "العنصريين الفوقيين البيض".

بدورها، وجهت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب (الفلسطينية الأصل) انتقادا لاذعا لتابر، ما اضطره للقول بأنه لم يقصد لوم الفلسطينيين ولكنه كان يحاول أن يشير إلى الخطاب التحريضي بشكل عام، فيما قالت الناشطة ليندا صرصور (فلسطينية الأصل) على موقع تويتر "بطريقة ما لا يزال جيك تابر يبحث عن أي وسيلة لإشراك العالم العربي والفلسطينيين في احاديثه حول العنصريين البيض الذين يقتلون الأبرياء" دون علاقة لا من قريب ولا من بعيد "إنه أمر مثير للاشمئزاز، ولكن هكذا يتصرفون" في إشارة إلى تابر.

وقال الرسام والكاتب ايلي فالي "بصرف النظر عن كل شيء آخر، فإن المقارنة الأنسب ستكون مع أنصار ترامب الأيديولوجيين في الحكومة الإسرائيلية (نتنياهو) الذين يصدرون مراسيم عنصرية وغير إنسانية مناهضة للعرب، تنتشر في مجتمع يدعمه العنف الذي تقره الدولة".

ويعتمد رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وزمرته بانتظام على شيطنة الفلسطينيين لتحقيق مكاسب سياسية.

وتجاهل تابر تماما بيانات مجموعة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" التي اشارت الى قتل 3480 فلسطينيًا على الأقل على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية في العقد الماضي مقابل 127 إسرائيليًا قتلوا على أيدي فلسطينيين. ومن بين 3480 فلسطينيا الذين قتلوا على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلية والمستوطنين، كان هناك 782 طفلاً و 338 من النساء.

وصرحت الصحفية سناء سعيد قائلة، إن "هذا هو ذروة الصحافة غير الأخلاقية جيك تابر، فأنت تستحضر الفلسطينيين والعرب كمقارنة بالعنف القومي الأبيض في الولايات المتحدة؟ هذا تعصب صارخ مناهض للعرب وكراهية الإسلام. CNN بحاجة إلى اتخاذ إجراءات".

المصدر: واشنطن - سعيد عريقات -