“بتسيلم“: اعتداءات المستوطنين تزداد بشكل مستمر بحماية من الجيش

وثق مركز حقوق الانسان الإسرائيلي "بتسيلم" على مدار الشهرين الماضيين ورصد انتهاكات المستوطنين وجيش الاحتلال واكد في تقرير له  ان اعتداءات المستوطنين تزداد بشكل مستمر بحماية من جيش الاحتلال وان الامر وصل وضعاً خطيراً.

وذكر التقرير بأن جرائم واعتداءات المستوطنين فى شهر حزيران وحتى شهر آب ٢٠١٩ كانت تتمثل بتدمير ممتلكات خاصة في عشر قرى، وحرق ١٨٠٠ شجرة، ومئات الدونمات من الأراضي المزروعة بالقمح، إضافة إلى تدمير ٧٠٠ حاضنة زراعية للخضراوات، وتحطيم ٥٥ سيارة بإلقاء الحجارة وإصابة العشرات من ركابها، اضافة الى كتابة شعارات الحقد والعنصرية فى العديد من المواقع.

وقال مركز "بتسيلم "إن ما يجري ليس صدفة وليس قدراً، منذ سنين تتكرّر هذه الاعتداءات شهرًا تلو الشّهر بدعم من الجيش. منذ إتمام العمل على إعداد هذا التقرير باشرت بتسيلم التحقيق في ستّة اعتداءات جديدة حدثت خلال شهر تمّوز 2019. هذا الرّوتين المعلوم والدّائم ليس قضاءً وقدرًا وإنّما هو جزء من سياسة تتّبعها الحكومة في الضفّة الغربيّة وتسخّرها لخدمة مصالح الدّولة. ترمي هذه السّياسة إلى التضييق على الزراعة الفلسطينيّة ونقل أراضي المزارعين تدريجيًّا لأيدي المستوطنين بعد أن هجرها أصحابها وأهملوها مجبَرين خوفًا من عُنف المستوطنين. لأجل إنجاح هذه السّياسة تمتنع السّلطات الإسرائيلية امتناعًا شبه تامّ عن التحقيق في هذه الجرائم، ومن هنا ينعدم احتمال معاقبة الجُناة على الجرائم التي ارتكبوها. هذا الأمر يدركه المستوطنون جيّدًا كما يدركه الفلسطينيّون الذين يبقون بذلك مجرّدين من أيّة حماية.

وتضمن التقرير توثيق لجرائم المستوطنين شمال الضفة الغربية وخاصة في محافظة نابلس من حرق لأشجار الزيتون وتدمير للحقول والسيارات، مثل رشق مستوطنون بالحجارة منزل إحدى الأسر في قرية ياسوف فحطّموا زجاج النوافذ كما ثقبوا إطارات سيّارة الأسرة. وفي قرية جالود أحرق مستوطنون أكثر من ألْف شجرة في أراضٍ يملكها 21 مزارعًا كما رشقوا المدرسة بالحجارة. وفي قرية مادما أضرم مستوطنون النيران في الأراضي الزّراعيّة فأحرقت النيران التي امتدّت إلى أراضي قرية بورين نحو 180 شجرة مثمرة. في قرية عينابوس أتلف مستوطنون إطارات ثلاث سيّارات وخطّوا شعارات معادية على جدار المسجد.

في محافظة رام الله ثقب مستوطنون إطارات 22 سيّارة في القرى بيتين وسنجل وكفر مالك. وفي قرية برقة أضرم مستوطنون النيران في الحقول وأحرقوا نحو مائتي شجرة زيتون وأشجارًا مثمرة أخرى. في قرية المغيّر أحرق مستوطنون نحو خمسين دونمًا من حقوق الحنطة والشعير وما يقارب 370 شجرة زيتون.

في محافظة سلفيت ثقب مستوطنون عجلات 23 سيّارة في قرية دير استيا وخطّوا شعارات معادية على جدران العديد من المنازل.

في محافظة بيت لحم أتلف مستوطنون معدّات زراعيّة في قرية وادي فوكين واقتلعوا أكثر من 700 شلة زيتون وأربع شجرات زيتون.

ويقول التقرير قرية ياسوف مطوّقة بأربع مستوطنات تبعد عن منازل القرية مسافات تتراوح ما بين 600 متر و-2 كم. نحو السّاعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء 5.6.19 وثّقت كاميرات حراسة في الحيّ الشرقيّ ما يقارب 15 مستوطنًا يرشقون منزل عائلة اعبيّة بالحجارة. حطّم المستوطنون زجاج إحدى النوافذ وزجاج الباب الرّئيسيّ. إضافة إلى ذلك حطّموا زجاج جميع نوافذ سيّارة الأسرة ومصابيحها والمرايا كما ثقبوا إطاراتها الأربعة وأحدثوا أضرارًا في هيكلها. خلال ذلك اتّجه بعض المستوطنين إلى قطعة أرض مقابل المنزل وأضرموا فيها النّار إلّا أنّ الأهالي هبّوا لإطفاء الحريق سريعًا قبل أن تمتدّ النيران.

حدث الاعتداء حينما كان إبراهيم اعبيّة (30 عامًا) وزوجته ساجدة (20 عامًا) وابنتهما الرّضيعة (شهران) داخل المنزل في انتظار وصول أقارب لهم لزيارة معايدة بمناسبة عيد الفطر.

وتطوّق قرية جالود ستّ مستوطنات تفصلها عن منازل القرية مسافات تتراوح ما بين 500 متر و2.5 كم. نحو العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء 5.6.19 وثّقت كاميرا الحراسة نحو عشرة مستوطنين ملثّمين وهم يرشقون بالحجارة المدرسة الواقعة في جنوب القرية ودخول بعضهم إلى ساحة المدرسة. في ذلك الوقت كان في ساحة المدرسة خمسة شباب من سكان القرية لكنّهم لاذوا بالفرار قبل دخول المستوطنين. جميع نوافذ المدرسة محميّة بشبكة معدنيّة ما عدا نوافذ "الكافيتريا" التي تمكّن المستوطنون من تحطيم اثنين منها. انتقل المستوطنون إلى كرم زيتون مقابل المدرسة حيث يعود لسكّان القرية وأضرموا فيه النّار فأحرقوا أكثر من ألْف شجرة. بعد ذلك صعدوا إلى سيّارة كانت تنتظرهم على طرف الشارع وسافرت في اتّجاه بؤرة "عدي عاد" الاستيطانيّة.

وقال سكان القرية لم تتمكّن طواقم الإطفاء الفلسطينيّة من الدّخول وإخماد الحريق لأنّ معظم الأراضي التي اشتعلت فيها النيران تقع في مناطق يمنع الجيش دخول الفلسطينيّين إليها سوى في أيّام معيّنة مرّتين في السنة ، استُدعي عدد من سيّارات الإطفاء الإسرائيليّة لكنّها حين وصلت لم تحرّك طواقمها ساكنًا لإطفاء النيران إلّا عند السّاعة 13:00 حين امتدّت النيران إلى الأراضي التي يفلحها المستوطنون. عندئذٍ استُدعيت أيضًا طائرتا إطفاء إسرائيليّتان، وعند السّاعة 17:00 تمّ إخماد الحريق. تسبّب المستوطنون في إحراق أكثر من ألْف شجرة زيتون وأشجار مثمرة أخرى تملكها 21 أسرة من القرية إضافة إلى دونم مزروع بالقمح.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -