اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الأحد (أول أيام عيد الأضحى ) المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة وقوات الاحتلال الاسرائيلي.
ونفذ المستوطنون اقتحامهم عبر مجموعات، وهرولوا خلال دقائق من باب السلسلة، وسط تجدد المواجهات، فيما أغلقت تلك القوات باب المغاربة، بعد تمديد فتحه أمام هؤلاء المتطرفين لمدة ساعة تقريبا.
وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى، وسط هتافات التكبير من قبل المصلين.
وكان عشرات المستوطنين قد تجمهروا خارج باب المغاربة منذ الساعة السابعة والنصف صباحا، بالتزامن مع صلاة عيد الأضحى المبارك، ولكن وجود 100 ألف مصل داخل باحاته حال دون اقتحامهم في تلك الفترة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على حشود المصلين، بالضرب وإطلاق قنابل غاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات.
وأكدت المصادر الفلسطينية إصابة العشرات من المصلين، بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك.
في المقابل، ادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إصابة أربعة من عناصرها بجروح طفيفة، في مواجهات مع المصلين الفلسطينيين الذين تجمهروا قرب باب المغاربة في محاولة للتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
وأفادت مصادر طبية بتسجيل نحو 37 إصابة في صفوف المصلين، سواء بالأعيرة المطاطية أو بشظايا قنابل الصوت، وأخرى اختناقًا بالغاز، بينها إصابة طفل بشظايا قنبلة صوت.
وأشارت المصادر إلى أن عددا من المصلين محاصرين داخل المصلى القبلي في الأقصى، عقب إغلاق بواباته من قبل الاحتلال، الذي انسحب من محيطه قبل قليل، كما اعتقل مصلٍ لم تعرف هويته بعد.
وفي بيان مقتضب، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وقوع إصابات داخل المسجد الأقصى، مضيفة أن "طواقمنا تتعامل معها بعد اعتداء قوات الاحتلال على المصلين بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت"، وأوضحت أن "عددًا من سيارات الإسعاف متواجدة في باب الأسباط لنقل أي إصابات للمستشفيات".
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس إن "إصابات وقعت في صفوف المصلين عرف من بينهم رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب"، دون تفاصيل.
وأوضحت اجمعية الهلال الأحمر أن الطواقم تعاملت مع 37 اصابة نقل منها 14 إصابة من المسجد الأقصى إلى مستشفى المقاصد وإصابة لمستشفى هداسا عين كارم"، وأضافت أن "الإصابات وصفت بالمتوسطة، جراء الاعتداء بالضرب، ما تسبب بكسور وجروح".
بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة"يأتي ذلك بعد أن أدى أكثر من ١٠٠ ألف مصل صلاة عيد الأضحى المبارك في رحاب المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع النداءات المتكررة للبقاء بداخله".
وأفاد المصادر الفلسطينية بأن المصلين تصدوا لمحاولات عشرات مستوطنين اقتحام الأقصى، عقب تجمهرهم عند باب المغاربة، للاحتفال بما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وكان مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، قد أعلن قبل يومين تأخير صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك للساعة السابعة والنصف صباحا بدلا من الساعة السادسة والنضف، بعد تهديدات الاحتلال ومستوطنيه باقتحامه في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وسبق وأن طالبت جماعات ومنظمات "الهيكل" المزعوم الإسرائيلية، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، والشرطة، بالسماح لليهود باقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى.
وأكدت التقارير الصحافية الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال قررت عدم السماح للمستوطنين اقتحام ساحات المسجد الأقصى أول أيام عيد الأضحى، ووفقًا للتقارير، فإن القرار الذي صادق عليه نتنياهو، اتخذ عقب مشاورات أمنية بمشاركة وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، ومسؤولين في جهاز الأمن العام (ألشاباك)، الذين أوضحوا لنتنياهو "صعوبة السماح للمستوطنين اقتحام الأقصى لتزامن ذكرى ‘خراب الهيكل‘ مع أول أيام عيد الأضحى"، وذلك قبل ينفي نتنياهو القرار .
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت صباح اليوم، المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى إثر حشود المصلين الفلسطينيين، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية حسب صحيفة "معاريف" أن سبب منع دخول المستوطنين هو الاحتمالية العالية لوقوع مواجهات.
ومساء السبت، اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، على فلسطينيين، شاركوا في مسيرة تندد باقتحام مستوطنين لأحياء في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ورددوا شعارات عنصرية في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، (9 آب حسب التقويم العبري، وهو اليوم الذي يشهد سنويًا اقتحامات ضخمة من مستوطنين للمسجد).
وعلى إثر ذلك، أغلقت شرطة الاحتلال محيط باب العامود بالسواتر الحديدية أمام المقدسيين والمصلين الفلسطينيين، بعد تصاعد الدعوات من أجل التصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى المبارك.