في الثاني عشر من آب عام 2001 اختطف الموت القائد الوطني الكبير سليمان النجاب أبو فراس عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
وفي هذه الأيام تمر ذكرى رحيله المؤلم الممتدة لأكثر من ١٨ عاما مخلفة ندوب ما كان لها ان تكون لولا هذا الرحيل المبكر.
نستذكره اليوم في هذه الظروف الصعبة حيث تمر قضيتنا الوطنية بمرحلة من اخطر المراحل وما من شك فإن الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية تقف أمام امتحان عسير يتطلب المزيد من الشجاعة والحكمة والوحدة لاجتيازه بنجاحاتهم الصفات التي ميزت ابا فراس،
وتأتي ذكرى رحيل أبو فراس هذه الايام وشعبنا وحزبنا يفتقد لحكمته في ادارة الاختلاف والتباين والى حنكته السياسية التي عركتها السنين وهو الذي أمضى خيرة سنوات عمره مناضلاً عنيداً وقائدا بارزاً من قادة حزبنا وقادة الكفاح الوطني والتقدمي الفلسطيني.
في ذكرى رحيله نستذكره ونحن حزبيا في أقصى درجات الحاجة لقدرته الجامعة و لرؤيته الثاقبة التي تميز بها لسنوات طوال حيث صقلته سنوات السجن الطويلة التي ما نالت من عزيمته بل زادته إصرارا على التمسك بقيم العدالة والحرية والمساواة التي تربى عليها منذ انخراطه في ميدان النضال الوطني التقدمي في خمسينات القرن الماضي.
في ذكرى رحيله نستذكره ونحن في أمس الحاجة الى قدرته الخلاقة على تكريس مكانة الحزب في منظمة التحرير الفلسطينية
نحن في امس الحاجة لما تميز به انفتاحه الوطني خلال سنوات نضاله كقائد بارز ومؤسس من قادة الحزب الشيوعي الفلسطيني ولاحقا في حزب الشعب الفلسطيني وممثلا له في اللجنة التنفيذية، نتذكره هذه الأيام لما تميز به من ديناميكية رائعة وفكر مستنير سخره للحفاظ على استمرارية الحزب وتوطيد مكانته وتطويرها عندما عصفت الأزمة التي أدت الى انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية وبالاستناد الى فكره المتنور ورفيقه الذي رحل عنا قبله بعام بشير البرغوثي و اسهامات العديد القادة المجهولين تمكن الحزب من الحفاظ على مكانته في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية كفصيلٍ أساسي من فصائلها.
في ذكرى رحيله تزداد الحاجة الى خبرته الطويلة في الحوار الوطني من اجل الخروج من حالة التمزق والانقسام التي تمر بها الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة بعد ان بعد ان تصدر المشهد في العديد من المستويات الأغرار والمراهقين وباتوا يتحكمون بكل شيء دون وازع ورادع.
نفتقدك بعد أن فقدت الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية معك قادة من رموزها وقادتها الميامين الذين كتبوا تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بأحرف من دم وعرق وبفضل كفاحهم غدت قضية شعبنا من ابرز قضايا العصر ومثل حلها ركيزة أساسية من ركائز السلام والأمن ليس في المنطقة وحسب بل والعالم اجمع، في هذه الظروف ما أحوجنا لتلك الخبرة العظيمة التي تميز بها أبو فراس و أثمرت ذات يوم من نيسان عام 1987 بانعقاد الدورة التوحيدية للمجلس الوطني في الجزائر بعد أزمة الانشقاق الحاد التي تعرضت لها منظمة التحرير الفلسطينية ولقد كان للراحل سليمان النجاب بصمات واضحة قي إنجاز الوحدة تسجل له وللحزب الذي ينتمي إليه في صفحات تاريخ النضال الفلسطيني، في تلك الدورة التوحيدية للمجلس الوطني احتل الحزب الشيوعي موقعه الذي استحقه عن جدارة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكافة مؤسساتها وانتدب آنذاك أبا فراس ليكون خير ممثل للحزب في اللجنة التنفيذية.
ونحن نتذكره هذه الأيام ومعه رفيق دربه بشير ألبرغوثي وكل الذين سبقوهم وتبعوهم على الدرب نقول لهم باقون انتم في قلوبنا انتم أيها الأعزاء نستلهم من خبرتكم والدروس والعبر ونواصل المسيرة التي رسمتم معالمها ولن نحيد عنها مهما كانت المصاعب ،
افتقدناكم في ظروف صعبة ونتذكركم وما تزال أمامنا الكثير من المهام من اجل الدفاع عن حقوق وحرية شعبنا وتحقيق الاماني التي ناضلتم من اجلها .
في ذكرى رحيلك يا أبا فراس نقول لك والحزن يعتصر قلوبنا بأنك باقٍ في قلوبنا لم ترحل ستبقى مشعلاً تنير لنا طريق الكفاح نحو تحقيق كل الأهداف والأماني التي نذرت حياتك من اجلها .
بقلم/ وليد العوض
١٢-٨-٢٠١٨