بداية جامعة الازهر جامعة وطنية اسست عام 1991م وبقرار وطني من الرئيس ابو عمار لتكون منبرا وطنيا وحضاريا ومؤسسا للبعد الاكاديمي للكيان الفلسطيني القادم والمأمول ، حركة الشبيبة الفتحاوية في جامعة الازهر لها من العطاء في مسارات النضال الوطني الفلسطيني فهي احد الدعائم الاساسية لتخريج الكادر الوطني والقيادي في كل الميادين ، بلا شك ان وعاء العاملين والطلاب في جامعة الازهر لم يخلو من الصراعات والتنافس ومن خلال انتخابات مشروعة لكل التيارات العاملة في داخل فتح ، ولا افشي سرا حينما اقول ان قيادة فتح ومن خلال امزجتها المختلفة تلعب دورا هاما واساسيا في تشكيل مجلس الامناء ونقابة العاملين ورئاسة الجامعة وهذا ليس بجديد ويعرف الدكتور ابراش تلك الحقيقة قبل قبوله المرسسوم الرئاسي بتكليفه رئيسا لمجلس الامناء .
اذا ما هي حقيقة اعتراض الدكتور ابراش على حقيقة تعمل عليها ميكانيزما ت الجامعة منذ تأسيسها للان ودفعته لتقديم استقالته المرتجفة والتي لا تخلو من التسحيج في خروج واضح عن معايير علمية في تدوين استقالته التي كان يمكن ان يوجزها بظاهرة تدخل المتنفذين في فتح تيار ابو مازن في ذلك التقديم سنقف احتراما لرأي موقف اتخذه رجل اكاديمي ووزير سابق للثقافة والتي يفرض عليه هذا الموقع رؤيا وطنية مجردة من كل الظواهر وخاصة ان التجاذبات والصراعات في داخل الجامعة او في الساحة الفلسطينية لم يأتي اطرافها من جزر الوقواق او جزر شيلي بل جميعهم فلسطينيون وكل له رؤيا تفرض حالة خلافية داخل الجامعة وداخل الساحة الفلسطينية .
رجل القانون والسياسة يجب ان يتجرد من عواطفه في الطرح ليضع حقائق يدعمها القانون وليس استجلاب لعواطف عباس او مشاعرة بل هي تلك رسالة الاستقالة التي لن يختار فيها عباس الدكتور ابراش وليبيع عبد الخالق الفرا ومن وراء عبد الخالق الفرا فلابو مازن حساباته الخاصة ، ولا ادري كيف وقع رجل اكاديمي في هذا المطب المعروفة تضاريسه وابعاده وخطوط العرض والطول فيه .
قد اؤيد الدكتور ابراش في مطلب واحد ان تحيد الجامعة كصرح اكاديمي عن كل الخلافات والصراعات ، ولكن الدكتور ابراش يعرف تماما اننها شعب تائه بين فرضيات حركات التحرر ومناسكها واطاراتها الشعبية والمؤسساتية وبين سلطة هي اقل من سلطة بلديات او مجالس بلدية ، فكيف يمكن ان يستقيم مطلب الدكتور ابراش في اجواء التيه التي تعيشها القضية برمتها ، وكيف يمكن ان يستقيم رأي كهذا في ظل ماهو مطلوب من اعداد لجيل المستقبل على هوية وطنية صاغتها ادبيات فتح وليس اوسلو ، اذا لابد من الصراع والحالة الخلافية ، ولا افهم ما جاء في رسالة الاستقالة عندما قال انه استطاع اعادة الاستقرار للجامعة امام تناقضات كبيرة في المجتمع الفلسطيني الذي ينعكس فيه هذا التناقض على كل المؤسسات .
قد افهم من رسالة الاستقالة للدكتور ابراش انه حاول ان يصور لعباس انه طرف في حالة عدائية مع الاخرين مقابل ان ينفذ الرئيس له مطلبه بابعاد الدكتور عبد الخالق واعادة تشكيل مجلس الامناء ، واعتقد المصطلحات العدائية التي وجهها للقائد الوطني محمد دحلان وحماس ووصف دحلان بالمفصول " وجماعة دحلان "" والموتورين وغيره من المصطلحات ، واتهام ما سبقه في مجلس الامناء ورئاسة الجامعة بالفشل ، واتهامهم بان في عهدهم سقط الازهر في يد جماعة دحلان وحماس ، هذه سقطة كبرى من رجل قانون وسياسة وعدم الارتكاز لتحليل الظواهر علميا ووطنيا والا ما كان له ان يستخدم تلك المصطلحات ، وفقط اريد ان اذكر الدكتور ابراش في شهر مارس الماضي طردت الجامعة الطلبة لعدم تسديد الرسوم ، ولكن بالمقابل من دفع المبالغ لمئات الطلاب المحتجزة شهاداتهم لذمم مالية وقروض ، وم دفع للطلاب الفقراء ، وهذا كان عائد لخزانة الجامعة التي تعاني من الافلاس ، امام نقابة العاملين فاعتقد انها كانت نموذجا ديموقراطيا عبرى فيه اسرة العاملين عن رؤيتها لمجلسها ونقابتها .
السيد ابراش دحلان ليس مفصولا من فتح ولا تسطيع لجنة متكلسة فصله وهو الحائز على اصوات عضو مركزية في المؤتمر السادس واعلى نائب يحقق اصوات من ناحبية في انتخابات التشريعي ، واعتقد اذا لم ترى عينك فيجب ان تسمع اذنك فدحلان ليس له جماعة بل هناك تيار عريض في كل بيت وحارة ومدينة وقرية ومؤسسة يعملون جميعا برؤيا وطنية لكي لا تبقى فتح اداة بيد فرد او مجموعة من محتكري الموقع والمال والنفوذ والبرنامج ن هذه حقيقة اعتقد انها لا تغيب عن الدكتور ابراش ، ولكن اعتقد انه اختار ان يمضي في طريق التسحيج الذي لا يليق بنخبة او رجل قانون او سياسي ليلتحق بعجلة المصفقين والمسحجين ، وياليت الدكتور كان اكثر حكمة في تقديم استقالته ولم يتطاول على الاخرين وعلى تجربتهم عندها كنا قد نقول انه معه حق .
سميح خلف