لا يختلف اثنان أن الأحزاب الاسرائيلية اليهودية تتبنى الصهيونية كأيديولوجيا سياسية ، ووجودها في المربع اليميني والديني الصهيوني يعكس ويجسد غلوًا في التطرف .
فهي أحزاب ذات نزعة عدوانية واضحة ، وتقف في أقصى اليمين السياسي والاقتصادي ، وتسعى مجملها إلى تعزيز يهودية الدولة بمفهومها الديني أيضًا ، وتتبنى سياسة ومواقف واحدة تجاه الجماهير العربية الفلسطينية الباقية في وطنها ، وازاء القضية الفلسطينية ، حيث تمارس وتنتهج سياسة الفصل والتمييز العنصري والاضطهاد القومي وسلب الاراضي وهدم البيوت العربية غير المرخصة ، وتتمسك باللاءات المعروفة التي تتنكر للحق الفلسطيني ، وتحرم الفلسطينيين من تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة ، وترمي إلى تصفية حق العودة .
وحتى حركة " ميرتس " التي كانت تتبنى بعض المواقف اليسارية ، فقد اندمجت وتحالفت مع رئيس الحكومة السابق ايهود براك ، المسؤول عن مقتل ١٢ شابًا عربيًا في عمر الزهور والورود ابان هبة أكتوبر ٢٠٠٠.
ومن نافلة القول أن الأحزاب الاسرائيلية المتنافسة ، القديمة والجديدة والمتجددة ، تدور منافستها حول سياسة واحدة ، وفكر واحد ووحيد هو الفكر اليميني المتطرف المستوحى من مبادئ الحركة الصهيونية ، وطروحاتها السياسية واحدة متنكرة لحقوق شعبنا الوطنية ، وتحرم جماهيرنا من المساواة .
ولا ريب أن الصراعات بين هذه الأحزاب وعدم انتهاجها سياسة سلام حقيقية يعمق هذه الصراعات ، ويدفع لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ، ويضاعف منسوب العنصرية والفاشية في المجتمع الاسرائيلي .
وعليه فإن الخريطة السياسية الحزبية في الكيان الصهيوني لن تتغير في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في السابع عشر من أيلول القادم ، ويصعب اقامة حكومة اسرائيلية ثابتة وقوية ، وستظل الأحزاب اليمينية والدينية ( الحريديم ) والقوى العنصرية الفاشية تصطاد في المياه العكرة ، وتمارس الابتزاز السياسي والمالي .
بقلم/ شاكر فريد حسن