وزير الأمن الداخلي الصهيوني يعلن اليوم صراحة تبني حكومته فرض تقسيم المسجد الأقصى ...في مقابلة له على إذاعة راديو 90 قال وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان: ( إنه "يجب تغيير الوضع الراهن status quo في المسجد الأقصى حتى يستطيع اليهود الصلاة بشكل فردي، أو جماعي، في مكان مفتوح أو مكان مغلق (أي داخل مبنى) داخل الأقصى")
والمكان الذي يقصده أردان كي يخصص للمتطرفين الصهاينة هو #مصلى_باب_الرحمة وساحة الأقصى الشرقية من حوله.
ماذا بقي بعد هذا الوضوح من وضوح في المخطط الصهيوني ؟ والسؤال على ماذا يتفاوض من يعقدون اللقاءات حول مصلى باب الرحمة؟ هل ما زال هناك من يشك او يتردد بأن معركة الأقصى قد باتت هي جبهة المواجهة الأساسية والمفتوحة على كل الإحتمالات ؟!... وبعد ما تعرض اليه المصلون في المسجد الاقصى من تنكيل على يد الشرطة والمستوطنين ومن اعتداءات وحشية وترويع لهم اثناء تأديتهم لصلاتهم و لشعائرهم الدينية في يوم عيدهم الاكبر عيد الاضحى.... فهل بقي مايخفيه الاحتلال ؟!
نعم انها الحرب المعلنة على القدس وفي القدس وعنوانها الاقصى وهو الهدف ... وما الإقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين الصهاينة له يوميا بالعشرات والمئات وتحت الحراسة الرسمية للاحتلال وعسكره واقامة الطقوس اليهودية فيه دون وجه حق الا اعلان سافر عن هذة الحرب... وترويع المصلين المسلمين فيه ومنعهم منه احيانا ...
الا مقدمة لإجراء تغيير الوضع القائم فيه الى وضع يد الصهاينة المتطرفين عليه ...!
اواقتسامه ( زمانيا ومكانيا ) وفرض ذلك بالقوة....!
دون اخذ اي اعتبار للمناشدات العربية والدولية المتكررة بعدم الإقدام على اي اجراء يستهدف او من شأنه تغيير الوضع القائم فيه وفي القدس منذ وقوع القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي في الخامس من حزيران للعام ١٩٦٧م..... الا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تقدم على تنفيذ خططها الهادفة الى التغيير الجذري في وضع الاقصى خاصة ووضع مدينة القدس عامة على طريق تهويدها وتهويد الاقصى وابعاد المسلمين عن الاقصى والقدس معا .. ...
فقد وضعت هذة السياسات العدوانية... ووضعت الخطط والميزانيات لتنفيذها خطوة خطوة وبدات وتتصاعد يوما بعد يوم ... ولا تجد من يواجهها فعلا ويقف في طريقها سوى اهل القدس .... وما تبقى من عرب ومسلمين مشغولين بقضايا اخرى اقلها التطبيع مع الكيان الصهيوني نفسه الى درحة التغزل بالجيش الصهيوني في قدرته على ردع الفلسطينيين للأسف وقد بات الامر وكأنه لايعنيهم من قريب او بعيد ... مكتفين بالفرجة على ما يصلهم من صور التنكيل الصهيوني بأهل القدس وبالمرابطين والمدافعين عن بقائهم في مدينتهم وعن قداسة مسجدهم الاقصى المبارك والذي هو القبلة الأولى للمسلمين جميعا ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم....
ماذا ينتظر العرب والمسلمين امام هذا الوضوح الواضح..... لخطط الصهاينة بشأن القدس والاقصى ... (هل فعلا كما يقول بعض المستعربين ان القدس اصبحت قضية من لا قضية له) اليس عليهم واجب النصرة لأهل القدس وفلسطين.......! وعليهم ان يهبوا للقيام بما يتجاوز مواقف الشجب والادانة والاستنكار الى ميادين الفعل الرادعة سياسيا واقتصاديا وديبلوماسيا على الاقل .... واستعمال كافة الاوراق المتاحة والتي يمكنهم ان يفعلوها في وجه هذة الغطرسة الصهيونية والمتدثرة بالتغطية والدعم والمباركة الامريكية ؟
وماذا ينتظر العالم المتمدن والمدافع عن حقوق الانسان في كل مكان الا في فلسطين ... و ما ذا تنتظر اجهزته الاممية المتعددة التي اصدرت العشرات من القرارات الدولية بشأن القدس وعدم تغيير الوضع القائم فيها منذ وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي.. لتنفيذ بعض قراراتها وتوصياته التي ضرب بها الكيان الصهيوني عرض الحائط....؟!
إن خطط الكيان الصهيوني الهادفة الى تقسيم الاقصى بل والهادفة الى تدميره تقود الى اضفاء الطابع الديني على الصراع وتكريسه....
وهذا ينذر بإنطلاق موجة عنف لن تتوقف ابدا ولن تقتصر على القدس وحدها ... مالم تتراجع سلطات الاحتلال عن خطط التهويد والتدمير القائمة والجارية على قدم وساق و دون توقف للاقصى خاصة وللقدس عامة....
إن هذا لا يتأتى ولن يحصل طوعا من قبلِ سلطات الاحتلال دون موقف عربي اسلامي واحد و موحد وفاعل ....
وموقف دولي ضاغط و حازم ورادع لسلطات الاحتلال....
المقدسيون والفلسطينيون وحدهم بالتاكيد سيستمرون في الصمود والدفاع عن مقدساتهم وحقوقهم دون هوادة حتى ينضم اليهم اشقاءهم وانصارهم واصدقاءهم في العالم في معركة الدفاع عن حقهم المشروع في البقاء في مدينتهم وحماية مقدساتهم ....
حتى ترتدع سلطات الاحتلال وتتوقف عن تنفيذ سياساتها وخططها الجهنمية والعدوانية الهادفة الى السيطرة المطلقة على الاقصى وعلى المدينة المقدسة.......
ووقف سياسات التهويد التي تنتهجها..... والهادفة الى تغييرالطبيعة الديمغرافية والجغرافية للقدس......
نعم لقد باتت المواجهة اليوم حتمية ومستمره في القدس وعلى القدس وفي القلب منها على المسجد الاقصى..!
فهل يدرك العرب والمسلمين خطورة هذة المواجهة وما تفرضه عليهم من واجب الدعم والمساندة والتخلي عن سياسة دفن الرأس في الرمل....... ويرتقوا في مواقفهم وسياساتهم رسميا وشعبيا الى ما تفرضه عليهم من تحدي سافر....؟؟!!
لم يعد الوضع في القدس يحتمل التسويف والانتظار اكثر بعد كل هذا الوضوح في سياسات الاحتلال واستهدافاته.....
وقبل كل ذلك هل تدرك كافة القوى السياسية الفلسطينية اهمية وضرورة انجاز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والإلتفاف حول القيادة الشرعية في هذه المرحلة الخطيرة من مراحل الصراع ....؟؟؟!!
على الكل ان يتحمل مسؤلياته التاريخية فلسطينيا وعربيا واسلاميا ومسيحيا وعالميا لمواجهة هذا التطرف والغي الصهيوني الامريكي والذي يسعى الى تديين الصراع و يهدد السلم والامن في المنطقة وفي العالم اجمع....
بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس
رئيس المجلس الاداري للاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 13/8/2019م