لا شك بأن حسم إدلب، التي في نظر الكثير من الذين يراهنون على عدم سقوطها، وتبدو "مستعصية" على الحسم، إلا أنها على ما يبدو باتت أقرب للحسم، وذلك خلال التطورات الميدانية الأخيرة، التي جرت وتجري في محافظة إدلب، سبما وأن أهم مواقع استراتيجية للمنظمات الإسلامية المتطرفة بدأت تسقط من تضييق الخناق عليها واستعادتها من قبل الجيش العربي السوري، ولكن يبقى السؤال حول إدلب "المستعصية"، والتي هي آهر معاقل التنظيمات الإسلامية المتطرفة، فمتى سيتم حسمها لاستعادتها إلى حضن دمشق؟.
فلا يمكن أن نعزل ملف إدلب عن شرق الفرات، كما أن أوراق ملف الشمال السوري تظل بكل تأكيد سائرة في مسارين متوازين سياسي عسكري سوبة، لا سيما وأن طهران وموسكو ودمشق ترى بأن أنقرة رغم كل التفتهمات، إلا أن سياستها باتجاه الحل للأزمة السورية ليست مفهومة، فقبل فترة توصلت واشنطن وأنقرة حول إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا يهدف التفاق إلى إخراج المقاتلين الأكراد منها، وبحسب ما يراه الخبراء فأن المنطقة ومصيرها مرتبط بمآلات صراع تركيا والأكراد، ويأتي هذا لتبديد مخاوف تركيا من الشريط الحدودي المتواجد فيه الأكراد، لكي لا يتم في النهاية المساس بالشريك الكردي للقوات الأميركية، والكل يعلم بأن منطقة شرق الفرات تمثل مخزونا استراتيجيا من الطاقة، ومن هنا فإن تطبيق الاتفاق، الذي جرى بين تركيا والوليات المتحدة الأمريكية سيتم تنفيذه بعد التنسيق بينهما بشكل تدريجي، رغم أن دمشق تسعى للسيطرة على كامل التراب السوري..
فلا شك بأن تركيا بسياستها هذه تريد الحصول على بعض المكاسب من خلال تواجدها شمالي سورية، لكن ماذا يبقى أمام سورية من خيارات سوى قطع الطريق لحسم إدلب، ولا يمكن أن تظل إدلب "مستعصية"، وبسببها بمكن للأزمة السورية أن تطول، رغم أن الحل السياسي هو المنتظر لإنهاء الأزمة السورية..
بقلم/ عطا الله شاهين