تشير الحقائق والمعطيات إلى وقوع أكثر من ٥٠ ضحية جرّاء جرائم القتل منذ بداية هذا العام ، آخرها ٥ جرائم قتل في عيد الأضحى المبارك .
والعنف وباء أبتلي به مجتمعنا العربي ، ويحتل المقام الأول ضمن الأجندة والهموم والمشاكل التي تواجهنا ، وله آثار سلبية فظيعة لن يتعافى منها شعبنا على المدى المنظور.
والحقيقة أن أسباب العنف كثيرة، وتلعب عوامل عديدة لانتشاره، منها العوامل الاقتصادية والاجتماعية ، والفقر والبطالة، وأنماط الحياة الحديثة، وبعض العادات والتقاليد المتوارثة، فضلًا عن انحسار القيم والأخلاق ، ولا أغالي إذ قلت تلاشيها.
ويخطئ من يعتقد أن هنالك حلولًا سحرية للعنف الذي يجتاح الوسط العربي، فقد جربت وسائل عدة للحد منه والتقليل من أضراره وآثاره ، ولكن ذلك لم يثمر عن أي شيء، ولم يؤدِ للنتيجة المتوخاة.
وبنظري أن تقاعس الشرطة هو أحد أسباب تفاقم آفة العنف، الذي بات الشغل الشاغل لدى الانسان العربي في هذه البلاد ، فالمسؤولية تقع عليها ، حيث أنها لا تقوم بدورها في محاربة تجار السلاح ، ولم تصادر الأسلحة المرخصة وغير المرخصة ، ولم تلقِ القبض على الجناة ومرتكبي أعمال وحوادث القتل واطلاق النار ومظاهر العنف الأخرى .
يقينًا أن الحد من ظاهرة العنف المستشري ليس بالمظاهرات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية ، وإنما يبدأ من البيت اولًا، وذلك بالتربية والتنشئة الاجتماعية، ثم في الجهاز التعليمي والمدارس، وكذلك لرجال الدين والقيادات السياسية والمجتمعية دورًا هامًا في محاربة العنف بالبحث عن حلول جذرية مجدية، وتكثيف العمل ، ووضع البرامج في التصدي للإجرام والقتل الوحشي المتفاقم في مجتمعنا.
بقلم/ شاكر فريد حسن