بحالة الصراع المحتدم مع كيان محتل غاصب وقاتل يغذي بشكل مستمر من حالة الصراع باستمرار احتلاله .... استيطانه ... سرقة الارض والمال ... وانتهاك حقوق البشر في وطنهم ... والتلاعب بأرزاقهم وقوت اولادهم ... وتدنيس مقدساتهم واستمرار محاولة تزييف التاريخ في ظل سفك المزيد من الدماء وسقوط المزيد من الشهداء .
قادم الصراع ... كما حال الواقع الذي يتغذى بأفكار التطرف لقوى اليمين الديني الصهيوني الذي يرى في زيادة حدة الصراع امكانية عملية لإحداث التحول والاستفراد اليميني الديني الصهيوني والى ابعد مدى ومساحة ممكنة !!!
ليس بغباء قيادة هذا الكيان ومفكريه وباحثيه واصحاب الرأي ... ولكن تبنى استراتيجياتهم على اعتبارات ومنطلقات استمرار حالة الضعف والهوان والتخاذل والانقسام !!!
والا فان الصراع لا يمكن له الاستمرار بادواته وحالته القائمة وبموازينه وعوامل تحريكه الا بناءا على قراءة ودراسات استراتيجية وبحثية جاري العمل عليها بمراكز ابحاثهم ومن خلال بنك معلوماتهم وعوامل مساندتهم وزيادة قوتهم المفتوحة من قبل الولايات المتحدة .
مقومات عوامل قوة الصراع تأخذ بمنحى العامل الديموغرافي واهميته القصوى ومدى قدرته على قلب الموازين القائمة !!!
في ظل ازدياد التعداد السكاني للفلسطينيين بالمنطقة الممتدة ما بين نهر الاردن والبحر المتوسط .
زيادة تفوق سكان دولة الكيان برغم كل ما يجري من هجرة منظمة وبما ينذر به قادم الزمن من ديموغرافية ستشكل احد عوامل القوة لحسم الصراع القائم .
السياسة الاسرائيلية ومنذ تأسيس هذا الكيان الغاصب فيها من الغباء المنظور وغير المنظور بمعادلة الحسابات والى درجة عالية .... فلا يمكن الاستمرار بحالة التجاهل وادارة الظهر للحقوق الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني .. ومجمل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ... وحتى الاتفاقيات الموقعة والتي اصبحت بحكم المجمدة وخارج اطار التنفيذ !!!
السياسة الاسرائيلية واعتمادها على عنصر القوة العسكرية والمادية والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ... لا يضمن لها امكانية استمرار امنها او حتى تحقيق انتصاراتها الوهمية بحسابات النتائج والتي لم توفر لدولة الكيان أمنها المزعوم !!!
فالانتصار اذا ما جاز اعتبار حسم الصراع سيكون بانتصار طرف على طرف أخر !!! أي انتصار طرف واستسلام الطرف المقابل !!! او انهاء وجوده !!!
وفي الحالتين تستبعد تلك الاحتمالات بحكم عقود طويلة من الصراع الذي لم يحسم .. ولم يحقق نصرا حاسما او غلبة قاطعه ولا حتى استسلاما معلنا .. بل استمرار الصراع المحتدم والذي يزداد بعوامل قوته ما بين فترة واخرى دون قدرة الحسم العسكري !!!! ولا حتي تحقيق الانجاز السياسي !!!
اسرائيل بكل مقومات قوتها المادية وتحالفها مع الولايات المتحدة ... لا زالت تمارس سياسة الصراع المفتوح بغباء سياسي استنادا الى عوامل الضعف العربي ... واختلال معادلة السياسة الدولية وضعف مؤسساتها الاممية ... وغلبة المصالح الاقتصادية على الحقوق والعدالة الانسانية والوطنية .
اسرائيل تمارس بسياستها الكثير من الغباء من خلال النتائج التي لم تحسم لها لا أمنا ولا وجودا مستقرا ولا حتى علاقات متوازنة ومستقرة ... حتى وان كانت تحقق بعض النقاط في احداث بعض العلاقات ... الا ان النتيجة النهائية تؤكد الي ابقاء الصراع مفتوحا !!! طالما ان الحقوق لا زالت غائبة عن اصحابها ... والشعوب لا زالت متيقظة من تاريخها وواقعها ومستقبل اجيالها .
وطالما ان الصراع مفتوحا على مصراعيه ... فان النتائج ستبقى باحتمالاتها المفتوحة التي قد تؤدي لتغيرات جوهرية وجذرية لا يعرف مداها !!!
اسرائيل كيان غاصب تأسس على حقوق شعب اخر تم تهجيره وتشريده في ظل ظلم تاريخي لا زال على حاله !!! برغم كافة المحاولات والمساعي الدولية لإنهاء الصراع حتى بالحد الادنى من الحقوق .. الا ان هذه الدولة بسياستها تعاند نفسها وتصارع العالم على وجودها وسياستها التي تغذي من الصراع وتجعل الاجيال تزداد بكراهيتها ورفضها لهذا الكيان .
استمرار ابواب الصراع دون اغلاق !!! وبهذه الدرجة من الغباء السياسي التاريخي والاستراتيجي ... والتجاهل وادارة الظهر للحقوق وللشرعية الدولية ... سيجعل الصراع مفتوحا ومحتدما ومستمرا ... وسيكون الطرح السياسي القائم والمعلن ... مجرد شعار قديم لا يعمل به وستعود شعارات الحق التاريخي ... باعتبار ان الحقوق التاريخية لا زالت مثبتة بذاكرة الاجيال ... ومسطرة بكتب التاريخ .
بقلم/ وفيق زنداح