لا يمكن للحُبِّ أن يكون مثاليا، إلا إذا قرّر العاشقون المكوثَ في يوتوبيا مكانٍ ينسحر من هدوء مجنون، بعيدا عن أعين الحسّاد، فهناك الحُبّ يبيت وقحا وصريحا بطريقة غزلية صاخبة وفلسفية، لكنّ العاشقين يظلّون في لحظاتِ عشقٍ سيكولوجي ترغمهم على تبادل الهمساتِ دون تشويش من فوضى الحياة، فالحُبّ المثالي في يتوبيا المكان يمسك العاشقين للحظاتٍ أطول من نظراتِ إعجابٍ يصوّبها العاشقون في هدوء ساحرٍ، لكنّ الحُبَّ رغم الهدوء المُخيِّم في يوتوبيا المكان، إلا أنه يصخب باعتدالٍ حتى أن المكان يصخب من صدى كلماتِ الحُبِّ، التي يهمسون بها بصراخهم الصامت، فلا يمكن للحُبِّ أن يظلّ مثاليا سوى المكوث لمدة طويلة في يوتوبيا المكان، فإنعزال العاشقين عن أعينِ الناس للممارسةِ أي شيء يراه العاشقون ضروري للوصول إلى سرورٍ مطلوب ومرغوب لمعرفة لغز الحُبّ، وقتما يصلُ الحُبّ بينهم إلى قمّةِ الإعجابِ الخيالي..
بقلم/ عطا الله شاهين