حينما يحلم رجُلٌ فقد كل شيء في حياته، وبات على مفترق فقرٍ، وفي أحلامه لا يرى أية مشاهد تفرّحه ولو في الحُلْمِ للحظات، لكنه يرى صورا سوداء في أحلامه الليلية، وكأن الحياة باتت بلون أسود وبلا ألوان، ففي أحلامه يحاول كل مرة أن يصل إلى خلف المشاهد السوداء ليرى صورا مغايرة، لكنه يعجز في كل حُلْمٍ، وفي النهاية يقول لم أرَ أي شيء في الحلمِ مثل أية ليلية، فإلى متى سأظلّ أرى صورا سوداء؟ يحاول الرجل أن لا ينام لعدة أيام كي لا يحلم بأي شيء، فهو لا يريد أن يظلّ خارج المشهد كمتفرج حزين لسير حياته، التي باتت صعبة من ظروف مرّ بها وما زال يمرّ في طريق مليئة بقسوة الحياة، ففي أحلامه صورٌ قاتمة، يحاول أن يرى صورا أخرى، لكنه لا يرى أي شيء سوى حزنه المرسوم على جُدرٍ أحلامٍ ملّ منها..
عطا الله شاهين