كشف المسؤول الأمني والعسكري في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" خالد جبريل عن أن رفات الجندي الإسرائيلي، الذي كان مدفوناً في مخيم اليرموك في سوريا وسلمته روسيا إلى إسرائيل، لم يكن كاملاً بل كان عبارة عن نصف رفات، حيث بقي الجزء السفلي في وضع جيد في مكان آخر في سوريا.
وتحدث جبريل في حوار مع قناة "الميادين" الفضائية عن حادثة أمنية حصلت خلال مسيرة العودة الأولى التي انطلقت من سوريا إلى فلسطين في 15- 5-2011. وأقنعت فيها الجبهة القيادة السورية بأهمية المسيرة، وذهبوا إلى المسيرة حيث منحتهم القيادة السورية تسهيلات كبيرة.
جبريل الذي كان يتحدث من دمشق في برنامج "قواعد الاشتباك" أضاف "المشاركين في المسيرة قد تجاوزوا التسهيلات السورية وقاموا بعبور الشريط الشائك وفتحوا ثغرة في حقل الألغام حيث سقط ثلاثة جرحى خلال فتح الثغرة." موضحا بأن المنظمون للمسيرة، كجبهة وفصائل، أبلغوا الشباب المشاركين بأن من يريد الذهاب إلى فلسطين يمكنه الذهاب.
وكشف جبريل بأن الذي فتح الثغرة هو الشهيد نضال عليان من الجبهة الذي استشهد في حرب مخيم اليرموك لاحقاً. وأضاف "أنهم فتحوا حقول الألغام والناس التحمت مع بعضها البعض"، حيث شاهد جبريل لأول مرة الإسرائيلي لا يعرف ماذا يعمل، حين انطلق الشباب الفلسطيني من اللاجئين إلى اجتياز الحدود باتجاه مجدل شمس حيث استقبلهم أبناء مجدل شمل السوريون، وهذا ما ولّد صدمة كبيرة لدى الإسرائيلي.
وأشار جبريل إلى أنه بعد انتهاء المسيرة اتصل به المندوب الأمني عند محمد دحلان، القيادي السابق في حركة فتح، وأخبره أن الإسرائيليين اجتمعوا بدحلان وأبلغوه أنه لا يريديون إجراء عملية إجهاض للمسيرات في الجولان بل يريدون زرع لولب لمنع الحمل، أي منع أي تحرك من داخل مخيم اليرموك. وأضاف أن المندوب أبلغه أن أمراً سيحصل في منطقة الخالصة، حيث مقر القيادة العامة في المخيم، حيث انطلقت الباصات وسيارات الإسعاف إلى الحدود من الخالصة.كما قال
وكشف جبريل أن حزب الله نصح القيادة العامة بعدم تنظيم مسيرة عودة ثانية إلى فلسطين بسبب وجود أصابع إسرائيلية سوف تلعب بهذه المسيرة. وتبلغت الفصائل الفلسطينية المعلومات نفسها من القيادة السورية فاتخذت الفصائل قرار عدم تنظيم مسيرات لاحقة.
وذكر جبريل أنه في مسيرة العودة الثانية في 6-6-2011 حيث سقط شهداء من المخيمات الفلسطينية في سوريا، إذ استغل البعض ذلك للتحريض الشعبي ضد الفصائل وسوريا داخل مخيم اليرموك. وكشف أنه بمراجعة الفيديوهات لم يجد أي فلسطيني ممن شاركوا بهتافات ضد الفصائل وسوريا بل كانوا من منطقة الحجر الأسود في ريف دمشق، وكانوا تجار مخدرات. وأضاف أن هؤلاء دخلوا لاحقاً إلى المخيم وسيطروا عليه، مشيراً إلى دور لجماعة محمد دحلان في ذلك.حسب قوله
حول تسليم رفات الجندي الإسرائيلي الذي كان مدفوناً في مخيم اليرموك إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر روسيا، قال جبريل إن هذا الأمر موضوع أمني بامتياز لا يمكن التعمق به. لكنه كشف أن الرفات لم يكن كاملاً بل كان عبارة عن نصف رفات، حيث سلم الجزء العلوي من الصدر إلى الجمجمة باستثناء الفك السفلي فيما بقي الجزء السفلي في وضع جيد في مكان آخر في سوريا.
وتحدى جبريل القيادة الإسرائيلية أن تنفي هذا الكلام، مشيراً إلى أن ذلك سيشكل أزمة داخل إسرائيل حيث سيتساءل الرأي العام عن الأمر. وأوضح أن خروج الجثامين الإسرائيلية من سوريا يجب أن يتم في مقابل خروج أبطال من الأسرى الفلسطينيين والسوريين الموجودين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وكان رفات الجندي الاسرائيلي زخاريا باومل قد نقل من مخيم اليرموك إلى روسيا ثم إلى القدس المحتلة حيث لعبت مجموعات مسلحة سورية دوراً في إيجاده لتسليمه للإسرائيليين.