لا اعلان رسمي اسرائيلي عن فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية ولا محاولات اسرائيلية للحصول عل اذن بالضم من الولايات االمتحدة الامريكية لان اسرائيل اخذت الضوء الاخضر للضم في اطارخطة بدأت منذ اكثر من عامين اي مباشرة بعد ان اعلن ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال , لذلك تعمل حكومة الاحتلال بكثافة في ثلاث مناطق هامة اولها القدس واقتلاع الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة ومحيطها والمنطقة الثانية هي غور الاردن الذي تعمل على عزلة عن الارض الفلسطينية وفرض السيادة وثالثا تكبير مستوطنات الضفة واطلاق عليها مسميات احياء ومدن بالخارطة الاسرائيلية وهنا بات كل مصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة بمستوطنات الضفة خطوة على طريق تطبيق الشق السياسي من صفقة القرن التي تؤجل الادارة الامريكية موعد نشرها حتي تنجز اسرائيل ما اتفق عليه مع الادارة الامريكية . كثير من المؤشرات والادلة تؤكد ان نتنياهو ينفذ خطة الضم بحرفية مستغلا كل ظرف وحدث امني يتسبب به وجود الاحتلال واجرائاته العنصرية في الضفة الغربية ويطبق نتنياهو الخطة بالتزامن مع خطة كوشنر لتطبيق الشق الاقتصادي اولا فيما يتعلق بالصراع وفرض الفرائض على الارض وتشتيت كل محاولات فلسطينية للحفاظ على كينونة اراض العام 1967 او ابقائها حقل شرعي امام حل الدولتين .
زيارة كوشنر الاخيرة الي اسرائيل ضمن جولتة بالشرق الاوسط ليس ليتحدث مع نتنياهو فيما يتحدث به مع القادة العرب الذين التقاهم ,هنا الامر مختلف تماما لان ما تحدث به كوشنر هو هو خطة الضم الصامت للضفة ,دون اعتراف امريكي بالسيادة الاسرائيلية عليها مسبقا وبعيدا عن جلبة الاعلام الاسرائيلي لتهيئة الارض للشق السياسي وضم معظم ارضي العام 1967 للسيادة الاسرائيلية باعتبار ان هذه المرحلة مطلوبة للادارة الامريكية التي عبرت عن رغبتها في ذلك علنا وما كان يهدف اليه من الزيارة هو الاستماع لنتنياهو حول مدي تبطيق خطة الضم والحد الزمني للانتهاء من ذلك عمليا على الارض حتي ياتي الاعلان الرسمي لاعتراف امريكا بهذا الضم وبالسيادة الاسرائيلية على الضفة باعتبار ان هذه الخطة جزء مهم من اجزاء الصفقة الامريكية . الواضح ان ترامب سيعمل على تعزيز مكانة نتنياهو ويساعدة تشكل الحكومة اذا ما فاز من جديد في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة وقد لا ياتي هذا التعزيز بالاعلان عن الضفة ارض اسرائيلية ولكن لتوفير الغطاء القانوني وفرض هيمنه دولية على هيئات المجتمع الدولي للصمت على ما يجري في الضفة والقدس واعتبار ذلك ياتي لمتطلبات الامن الاسرائيلي .
موقع والا العبري كشف ان وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي افادوا ان هيئات التخطيط الاسرائيلي يعكفوا الان على وضع خرائط شاملة للمناطق "ج" بالضفة الغربية، تشمل المباني والأراضي وتعداد السكان الفلسطينيين، تمهيداً لضمها, واضافوا ان الكابينت الاسرائيلي صادق في جلستين مؤخرا على تنفيذ ذلك في مرحلتين الاولي تتعلق بالمباني والاراضي والسكان الفلسطينين والمرحلة الثانية تتعلق بالبني التحتية وطرق المواصلات والاتصالات . واليوم مع حمي الانتخابات وتوظيف ما يحقق النجاح لتحالف اليمين الاسرائيلي عبرتحقيق ما يريد المجتمع اليمني في اسرائيل اقدم اهذا التحالف على التوقيع على ميثاقا يتعهدون بموجبه بالقيم التي سيدفعها التحالف قدما ومنها: "إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وتضمن الحقوق الفردية والمساواة لجميع مواطنيها، والمعارضة لإقامة دولة فلسطينية، وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وبادرت الي ذلك ايليت شاكيد واعلنت ان هدفها فرض السيادة الاسرائيلية على اراضي الاغلبية المطلقة التي يسيطر عليها المستوطنين .
اليوم هناك اجماع اسرائيلي على فرض السيادة الاسرائيلية ليس كدعاية انتخابية ولكن يوجد اتفاق لكل احزاب اليمين وغير اليمين على هذا الاجراء مع ان كل تلك الاحزاب وحكومة نتنياهو يتفقوا ايضا على ان ذلك لن يحدث بضربة واحدة والاعلان عن ضم هذه الارض بكبسة ذر بين ليله وضحاها لان هذا صعب في الوقت الحالي وقد يفجر كامل الارض الفلسطينية في موجة غضب تتفاداها اسرائيل منذ زمن ولا تريد ان تنتشر دوائر الدم على ابواب مستوطناتها وطرقها الالتفافية وخاصة ان المشهد الفلسطيني والشارع محتقن لابعد الحدود بما يجعل احتمالية تفجر الغضب امرا واردا واحتمالاته كبيرة اذا ما اقدمت اسرائيل عن الافصاح عن خطط الضم الفعلي والعلني بين ليلة وضحاها , هناك سببا اخر لعدم اقدام اسرائيل على الضم العلني والكبير هو تحزير العديد من الساسة في اسرائيل والشاباك والامم المتحدة للمستوي السياسي من الاقدام على مثل هذه الخطوة التي قد تقلب الموازين وتهدد الامن في اسرائيل وتؤثر على حركة التطبيع العربي الاسرائيلي الناعم ,كانت الامم المتحدة مؤخرا قد حزرت من مغبة اقدام اسرائيل على ضم اراض بالضفة الغربية ودعت الى الوقف الفوري والكامل للاستيطان في حدود اراضي العام 1967 , لذلك فان اعلان نتنياهو بانه لا يسعي للحصول على اعتراف امريكي بالسيادة الاسرائيلية على الضفة الا تكتيك لان لديه خطة تنفذ قبل هذا الوقت وبمباركة امريكية وما يجري الان هو ضم صامت وقضم ناعم ومتتالي وما يعلن عن المصادقة على بناء عشرات الالاف من الوحدات الاستيطانية يهدف لتوفر توازن ديموغرافي في الارض الفلسطينية , سيكتشف الفلسطينين يقريبا ان كل الاراض الفلسطينية ذات الاغلبية اليهودية باتت تحت السيادة الاسرائيلية وهذا ما يفسر حتي الان قيام اسرائيل بمواجهة اي حركة بناء فلسطينية في هذه الاراضي سواء في وسط الضفة الغربية او اراضي الاغوار التي تعتبر اسرائيل هذه الارض لا تخضع لاي تفاوض مستقبلي في ضوء اي حل سياسي .
بقلم/ د. هاني العقاد