اطلعنا رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة بتصريح هام للغاية نشرته جريدة يديعوت احرونوت مفاده انه لا يستبعد أن توصي القائمة المشتركة رئيس الدولة بإسناد مهمة تشكيل الحكومة القادمة الى رئيس حزب " أزرق أبيض " بيني غانتس وامكانية الانضمام الى حكومة برئاسته .
لا شك أن تصريح ايمن عودة وهو رئيس القائمة المشتركة يشكل سابقة في سياسات الأحزاب العربية التي رفضت دائمًا الدخول في ائتلاف مع أي حكومة اسرائيلية اللهم سوى دعمها لحكومات من الوسط واليسار وانضمامها الى كتل مانعة مثل حكومة برئاسة اسحاق رابين في حينه ودعم حكومته من مقاعد المعارضة .
والجديد هذه المرة أن ايمن عودة لا يستبعد دخول ائتلاف مع حكومة يشكلها بيني غانتس ولكن بشروط عديدة في مقدمتها انهاء الاحتلال والغاء قانون القومية .
لا شك انه يجب النظر الى هذه التصريحات بغاية الاهمية كونها تحمل انعكاسات كبيرة خاصة على مجرى الحملة الانتخابية للقائمة المشتركة أولا والمعركة الدعائية التي تشهدها الساحة الحزبية تمهيدًا للانتخابات التي ستجري بعد اقل من شهر من الآن .
ومن خلال التدقيق والتمعن في جوهر هذه التصريحات يجب القول ان ثمة انعكاسات ايجابية وأخرى سلبية على المعركة الانتخابية للقائمة المشتركة اولا وعلى التنافس بين اليمين والوسط واليسار ولما يمكن ان ينتج عن هذه التصريحات من نتائج يكون لها ثقلها في التنافس على الفوز بالانتخابات .
فعلى صعيد القائمة المشتركة لا شك ان لهذه التصريحات تأثير على الشارع العربي وعلى الناخبين العرب فهناك من يقيل هذا الطرح ويؤيد دخول الاحزاب العربية في ائتلاف مع حكومة قادمة من اجل التأثير وكسب نتائج تصب في مصلحة المواطنين العرب والوسط العربي الذي سئم جلوس الاحزاب العربية منذ قيام الدولة في المعارضة مما منع حصول الوسط العربي على مكاسب فيما لو كانت الأحزاب تعمل من داخل الائتلاف . وهناك ايضا من يظل بين الجماهير العربية من يعارض دخول ائتلاف مع اية حكومة تشكلها الاحزاب الصهيونية .
وليس من المستبعد أن يكون أيمن عودة قد قصد بهذا الموقف وتصريحاته هذه تجنيد اكبر عدد ممكن من الأصوات من الجماهير العربية للقائمة المشتركة أملًا منه أن يلقى هذا الموقف استحسان الناخب العربي .
وعلى صعيد المعركة الانتخابية والدعاية التي تشنها كل الأحزاب في هذه الأيام وخاصة اليمين المتطرف وكذلك الوسط واليسار فإن في موقف أيمن عودة انعكاس خطير قد يجر الى ما لا تحمد عقباه فانا أتوقع أن يستغل اليمين وفي مقدمته الليكود وبنيامين نتانياهو تصريحات ايمن عودة لمقارعة حزب " أزرق أبيض " ورئيسه بيني غانتس بشن حملة دعائية شعواء ضده بادعاء أنه حليف الاحزاب العربية وليس من المستبعد ان نسمع تصريحات عنصرية من جانب بنيامين نتانياهو ضد غانتس وضد العرب الذين سيتحالفون معه .
ونفس السيناريو الذي سيتخذه بنيامين نتانياهو والليكود سيكون وبشكل أكثر عنفًا من جانب الأحزاب اليمينية الأكثر تطرفًا.
وفي النهاية أخلص للقول أني آمل أن لا تؤدي تصريحات ايمن عودة الى تعزيز اليمين المتطرف وميل الوسط اليهودي أكثر نحو الليكود برئاسة بنيامين نتانياهو وتظل ثمة مخاوف بتحقيق اليمين الفوز في الانتخابات في نهاية المطاف.
بقلم/ كمال ابراهيم