تكثر التصريحات عبر الاعلام العبري من خلال السياسيين والعسكريين ما قبل موعد الانتخابات الاسرائيلية .... بما يخدم مواقف حزبية وشخصية تتوافق والبرامج الانتخابية ما قبل موعد هذه الانتخابات .
نتنياهو زعيم الليكود وبتحالفه مع بعض قوي اليمين المتطرف والأحزاب الدينية يحاول أن يحدث ضجيجا اعلاميا يتلاعب من خلاله بالوقت المسموح والمتبقي ما بين تصريحاته المضخمة لقوة الجيش وقدراته ...وامكانية تحقيق نصر سريع وحاسم متي أراد واتخذ من قرار !! وما بين التهدئة والمحافظة عليها وعدم الانجرار وراء أي تصعيد !! أو محاولة استفزاز انتخابي من خلال تصريحات معارضيه حول ضعفه وعدم قدرته على المواجهة .
نتنياهو مستمر بالقول أنه قادر ويمتلك من أوراق القوة على الانجاز السريع والحاسم بالوقت الذي يراه مناسبا ...على عكس منافسيه وأقوالهم وتصريحاتهم .
أي أن نتنياهو يحاول أن يصور مدي قدرته وامتلاكه للكثير من أوراق القوة التي تمكنه من التلاعب بعامل الوقت المتبقي..... وبما يخدم سياسته ومدي حاجته لتحقيق نصر بالانتخابات القادمة !!
نتنياهو يحاول اقناع الرأي العام الاسرائيلي بمدي مصداقيته وقدرته على الحسم السريع في الوقت الذي يراه مناسبا ....برغم كل ما يلتف حوله من عوامل ضعف وفساد وملفات قضائية .
رئيس الأركان السابق اشكنازي يتحدث أن حماس قوية لأن نتنياهو ضعيف !!
كما يأتي بداخل الاعلام العبري الكثير من التصريحات التي تضخم من قدرات حماس ...وتحاول أن تصور للرأي العام العالمي أن اسرائيل مهددة .... وأن أمنها وسكانها في خطر شديد ....!! وأنهم يمارسون ضبط النفس ولا يحاولون توسيع دائرة الاشتباك .....لأنهم كما يدعون ويزعمون يحاولون الحفاظ على ارواح السكان المدنيين .
اسطوانه مشروخة لدعاية صهيونية اسرائيلية تحاول أن تضع نفسها في موقف الدفاع عن النفس ...بينما الواقع يتحدث على أنها قوة عدوانية احتلالية تمارس ابشع الوسائل والتاريخ شاهد على ذلك .
جملة التصريحات التي يراد من خلالها تضخيم قوة غزة وبما تمتلك من عشرات الاف الصواريخ التي يمكن أن تغطي فلسطين من الشمال الي الجنوب ... والتي تستطيع الوصول الي كل نقطة ومكان !!.
تصريحات فيها من الخداع الاستراتيجي ....كما فيها من التكتيك العدواني لمحاولة حشد أكبر قوة دولية ... تبرر حال حدوث عدوان جديد .
لعبة الانتخابات الاسرائيلية معروفة ومعلومة وفيها الكثير من التصريحات المضخمة ....كما فيها من التمهيد لجولات وضربات جزئية وتهديدات مستمرة بشن حرب وجولة جديدة من العدوان .
وبالمقابل زعيم حزب أزرق ابيض غانتس يتحدث بلغة القوة العسكرية حول جهوده لإعادة قوة الردع الاسرائيلية وأنه سيكون حاسما وسريعا في أي معركة قادمة .... وأنه لا يقبل بالوضع الحالي الا اذا كانت التهدئة وفق شرطين تم الاعلان عنهم ,,,, تهدئة كاملة وعودة الأسري الاسرائيليين .
الخارطة الحزبية والسياسية ما قبل الانتخابات تشتعل بصورة متصاعدة وأساسها استمرار الاستيطان والاستيلاء على المزيد من الاراضي ومحاولة ضم أجزاء من الضفة الغربية واستمرار السيطرة الاحتلالية والحصار المفروض على القطاع .... ولا نسمع من القوي المتنافسة ما يشير ويؤكد على الالتزام بمفهوم حل الدولتين وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة والقبول بقرارات الشرعية الدولية ...ومبادرة السلام العربية .
كل ما يجري من تنافس انتخابي اما بقضايا داخلية أو مزاعم توراتية تلبي تطلعات اليمين المتطرف والاحزاب الدينية والمستوطنين .
احتمالات حدوث المفاجئات في تركيبة الحكومة القادمة وفق نتائج الانتخابات ستبقي ضئيلة الي الحد الذي سيكون عليه التحالف المقابل لليكود واليمين والمستوطنين .....والذي يمكن له أن يحدث تغيير ضئيل في معادلة النتائج لكنه هل يمكن أن يحدث تغيير في معادلة السياسة والمواقف !! ؟؟ .
الكاتب : وفيق زنداح