لا يوجد دولة في العالم تتبجح وتجاهر بعدوانيتها وغطرستها سوى اسرائيل دولة الاحتلال ، وهي تغلف هذه العدوانية بحجة مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل أو تهديد كيانها من قبل سورية وايران وحزب اللـه ، ولذلك نرى الآلة العسكرية العدوانية الاسرائيلية تضرب بقوة وبشكل منهجي في دول الجوار وداخل أراضي سورية ولبنان والعراق ، وكل ذلك بدعم وتشجيع الولايات المتحدة الامريكية .
الاستثناء الوحيد الذي يخرج ولا يلتزم بالشرعية الدولية ويدوس على كل القوانين الدولية وقيم الانسان وحقوقه هو المؤسسة الصهيونية الاحتلالية ، التي لا تتردد بالاعتداء أو تهديد أية دولة عربية ومهاجمة أي موقع في المنطقة تحت غطاء أو ذريعة انها مهددة ، وأن أمنها في خطر حقيقي .
ولا ريب أن هذا الاستثناء الذي تعيشه اسرائيل ليس من فراغ ، وانما نتيجة صمت المجتمع الدولي ، وتواطؤ بعض الانظمة العربية وفي مقدمتها السعودية والامارات ، والدعم اللامحدود من الادارة الامريكية .
الاعتداء الأخير على سورية ولبنان والعراق جاء وسط التصريحات المتغطرسة في جوقة المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة ، وهو محاولات استفزازية عشية الانتخابات الاسرائيلية لزيادة رصيد نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف ، وتحت أحد العناوين الديماغوغية الرائجة وهو صد الخطر الايراني .
ما تقوم به دولة الاحتلال من اعتداءات عسكرية هو تنفيذ للمخطط والمشروع الامريكي في المنطقة الرامي لفرض الهيمنة على المنطقة وعلى خيراتها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي وفوائده .
لقد صدق الامين العام لحزب اللـه حسن نصراللـه بقوله في خطابه الأخير : " ان اعتداء الاسرائيليين على عناصره ومؤسساته قد فتح الابواب على مرحلة جديدة ، ولعب نتنياهو ووزرائه بنار العدوان والغطرسة يقرب كثيرًا صدامًا حربيًا خطيرًا ، وهو مقامرة بدماء الاسرائيليين يقوم بها نتنياهو لمصلحته الانتخابية " .
المؤسسة الاسرائيلية لا تعمل ولا تسعى الى تعميق التناقضات في المنطقة العربي فحسب ، وإنما تستغل ما تقدم لها من فرص لا تتكرر لشن عدوانها . فبعض الاقطار العربية تتفكك وتتمزق وتسودها الفوضى الخلاقة ، وبعضها الآخر ينزف دمًا ، والفلسطينيون يعانون من الطوق الاحتلالي والحصار المتواصل والبطالة والفقر المدقع حد المجاعة في مخيمات غزة ، وهذه الاحوال والاوضاع بمثابة فرصة ثمينة واغراء لتحريك آلتها العسكرية وطائرتها وصواريخها وشن عدوانها . وهذا يتجسد ويجد له تعبيرًا في ممارسات الاحتلال بالقدس وضد الاقصى ، وضرب الاهداف في قطاع غزة ، والاراضي السورية واللبنانية والعراقية فضلًا عن أن تواطؤ المجتمع الدولي وبعض الدول العربية والانحياز الامريكي يقوي اندفاعية اسرائيل نحو مزيد من العدوان والغطرسة والتوغل الاستيطاني في المناطق المحاذية للقدس وفي الضفة الغربية ، وبسط سيادتها على الاراضي الفلسطينية وتكريسها لاحتلالها ، وهو ما يتطلب وقفه ولجمه حالًا .
بقلم/ شاكر فريد حسن