تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله اللبناني سوف يرد على الهجوم على الضاحية الجنوبية في بيروت، وبناء عليه فإن الأوضاع مفتوحة على احتمالات التصعيد في ظل التهديدات المتبادلة، من جانب حزب الله، ومن جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بتحميل لبنان بأسره المسؤولية.
ويتضح أن إسرائيل تأخذ تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بجدية، خاصة في ظل تقديرات إسرائيلية تشير إلى أنه تم استهداف ما هو أكثر من "مركز إعلامي"، بل يصل إلى مستوى اعتباره "ذا أهمية إستراتيجية".كما ورد في تقرير لموقع "عرب 48"
في هذا الوقت، لا تزال قيادة الشمال في الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى منذ يومين، وقامت بنشر كتائب عملانية كانت تتحرك في المنطقة بموجب تقديرات استخبارية، بالقرب من الحدود مع سورية ولبنان.
كما نشر الجيش عدة بطاريات من منظومة "القبة الحديدية"، في ظل الاستعدادات العسكرية للهجوم والدفاع.
ونقلت "القناة 13" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل بعثت، يوم أمس، الأحد، برسالة إلى لبنان، بواسطة الولايات المتحدة، على خلفية تهديدات حزب الله.
وجاء أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وفي مكالمة هاتفية أجراها مع وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، طلب منه إيصال رسالة إلى رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، مفادها أنه في حال هاجم حزب الله إسرائيل فإن إسرائيل ستحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية، وترد ضد لبنان كله، بدون الفصل بين حزب الله وبين لبنان.
من جهته قال بومبيو لنتنياهو إن واشنطن تدعم ما زعم أنه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مقابل عدوانية إيران".
وكان بومبيو قد تحدث، يوم أمس، مع الحريري بداعي تهدئة الأوضاع، وقال إن الولايات المتحدة تحاول منع حصول تصعيد آخر، وتجنيب لبنان المس بها.
إلى ذلك، جاء أنه سيتقرر في اليومين القادمين ما إذا كان سيتم استدعاء قوات إسرائيلية أخرى إلى المنطقة، وذلك في ظل تقديرات تشير إلى أن حزب الله سيرد على الهجمات من خلال استهداف الجليل وليس الجولان السوري المحتل.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أخلى مواقعه الحدودية، وعزت ذلك إلى الخشية من استهداف هذه المواقع بصواريخ مضادة للدروع.
وكتب الصحافي ألون بن دافيد (القناة 13) أن التقديرات تشير إلى أن الهدف في الضاحية الجنوبية في بيروت مهم جدا، وأنه "أكثر من مركز إعلامي"، ويصل حد اعتباره "ذا أهمية إستراتيجية".
كما كتب أنه في حال تبين أن الهجوم على بيروت كان إسرائيليا، فإن ذلك يعني أنه "للمرة الأولى، منذ الحرب الثانية على لبنان، تنشط إسرائيل ضد هدف إستراتيجي في لبنان، ما يعني تغيير قواعد اللعبة مع حزب الله، ولذلك فإن نصر الله غاضب جدا. والرد سيكون قريبا". بحسبه.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله لن يرد على الهجمات من خلال استهداف منطقة مزارع شبعا، وأنما سيتم استهداف مواقع عسكرية.
وفي هذا الإطار قال ضابط في الجيش الإسرائيلي إن "أية محاولة لشن هجوم من جانب حزب الله سيرد عليه الجيش الإسرائيلي برد شديد".
إلى ذلك، قال نتنياهو، اليوم الإثنين، إن "إيران تنشط في جبهة واسعة لتنفيذ هجمات إرهابية قاتلة ضد إسرائيل"، مضيفا أن "إسرائيل ستواصل الدفاع عن أمنها بكل الطرق المطلوبة". ودعا المجتمع الدولي إلى "العمل فورا لدفع إيران إلى وقف هذه الهجمات".