أحاولُ في كلّ ليلةٍ أنْ اختار أحلامي، التي أرغب في رؤيتها، لكنني أفشل، رغم محاولاتي المتكررة في اختيار الحُلْمِ، الذي أريد أن أرى مشاهده من بدايته حتى نهايته، ولكن في النهاية أحلمُ بأشياء مزعجةٍ كل ليلةٍ وتجعلني أستيقظ من النّوْمِ بسرعة، رغم أنني أعيدُ مشاهدَ الحُلْمِ إلى الوراء قبل استيقاظي، كإعادة قراءة سيناريو فيلم يحتاج إلى تعديلٍ، وعندما أعيد المشهد أرى شخوصا أكثر ، وأشياء لم أرها في بداية الحُلْمِ، لكنني ورغم إعادة الحُلْم إلى الوراء، إلا أنني أرى مشاهدا أكثر إزعاجا في حُلْمِي من المشاهد، التي كنتُ قد رأيتها في بداية الحُلْم.. أتوق بجنونٍ لاختيار أحلامي، التي أريد أن أرى فيها مناظرا للطبيعة على كوكب آخر، وخال من السكان، ومن الفوضى الأرضية.. أريد أن أحلم بما وراء الطبيعة.. أرغب بجنون في التأمل في الكوْنِ المعتم، وصمته المجنون، لكنّ فشلي في اختيار حُلْمِي، الذي أريده يجعلني في حالة توقٍ جنوني لرؤيةِ أشياءٍ كونيةٍ مختلفة عن كوكبِ الأرض، الذي يأوي مليارات من البشرِ يعيشون في حروب مستمرة.. فرغبتي أن أرى ماذا كان قبل الانفجار العظيم.. أرغب في حُلْمِي، الذي أريد أن يتحقّق في رؤية معاملة الناس البدائيين لنسائهم، ولكنني رغم ما أراه في أحلامي من مشاهد تنغص أحيانا، إلا أنّ الأحلامَ، التي عادة ما أراها تتحقّق في الواقع، لكنْ مع اختلافات بسيطة، فمتى سأتمكّن من اختيارِ أحلامي، التي أريد أن أراها ولو لثوانٍ معدودات؟
عطا الله شاهين