هناك تخوفات في اسرائيل أن تؤدي الأحداث الأمنية الأخيرة للتصعيد الشامل، وبالتالي ظهرت حالة من التأهب في المنظومة الاسرائيلية الأمنية وخاصة بعد خطاب "نصر الله" وقد انعقد المجلس الوزاري المصغر لمناقشة التطورات الأخيرة، ونقلت وسائل الاعلام العبرية أن ما يحدث قد يتحول الى فتيل يشعل المنطقة بالحرب.
السؤال بالفعل هل تقود الأمور الى حرب، وبرأي أن سياسة الاحتواء الاسرائيلية التي تتبعها في الفترة الأخيرة لا تقود الى الحرب، وشهدنا دخول الوسطاء لمنع الوصول الى لحظة الصفر، والجديد خلال الأيام الماضية أن "اسرائيل" في السابق وخاصة بعد 2015 كانت تقصف مناطق عسكرية ومدنية في العراق وسوريا ولبنان بدون اثارة الاعلام، ولكن ولحسابات ماتم الذهاب أخيرا الى الاعلام مما شكل نهجا سياسيا وأمنيا ضاغطا على كل الاطراف.
اشتعال الشمال والجنوب، سيناريو يتداوله المحللون والباحثون، في الوقت الذي تعمل اسرائيل على عدم الالتزام بالتفاهمات في قطاع غزة، مما قد يؤدي ذلك الى تصعيد كبير وسط التصعيد الظاهر في المنطقة، والحكومة اللبنانية تتحدث أنها ستقف مع مصلحة شعبها ولن تسمح للعدوان عليها، وفي العراق هناك تهديد بأنها سترد على "اسرائيل"، وهذا بجانب التهديدات التي اطلقها حزب الله وايران، وسواء أن التصريحات ستذهب للتنفيذ أم تبقى في مسرح الإعلام، ولكن هذه اوراق متغيرة وجديدة.
في الجانب الاسرائيلي لا اعتقد أن "الانتخابات" التي ستجري في منتصف الشهر القادم هي الدافع الوحيد لهذا التصعيد الأمني، وبالتالي فان تسطيح الأمور وتبسيطها لوضع الانتخابات كمحرك وحيد ووسيط، يعني ضعف في قراءة ما يحدث في المنطقة، فإسرائيل وعبر نتنياهو تتولى الدورا لأمريكي في المنطقة، وهي بذلك تريد الظهور بأنها الدولة القوية والتي تدافع عن نفسها في ظل دائرة واسعة محورها "ايران" والدول والتي تدور في فلك هذا المحور.
وأخيرا وفي ظل المعطيات السابقة، لا أعتقد أن حربا أو عدونا ساخنا وشاملا سيشتعل في المنطقة، ولكنها تحسين أوراق ضغط، قد تقود الى تصعيد جزئي او مناوشات، وهذا يعني ان المنطقة دخلت في مرحلة استنزاف أمني عسكري وسياسي وإعلامي مما يعني أن متغيرات قادمة للمنطقة.
بقلم/ د.مازن صافي