" لقد علمتنا الثورة التحريرية المباركة الإصرار والمثابرة إلى غاية تحقيق أهدافنا النبيلة، كما علمتنا أن نتكلم بصراحة ودون تزيـيـف ولا مواربـة، وعليه فإننا نقول ونؤكد، ولن نمل أبدا من ترديد ذلك، أن الشعب الجزائري الواعي والراشد لا يحتاج لوصاية أية جهة كانت ولا يحتاج لمن يملي عليه ما يجب فعله، هذا الشعب الذي هو وحده من يختار بكل حرية وشفافية رئيس الجمهورية القادم".
برأيي أن هذه الفقرة من الفقرات القوية التي جاءت ضمن كلمة الفريق أحمد قايد صالح في زيارته الاخيرة بوهران، تعد بالشيء الكثير بل وتبعث برسالة أمل للجزائريين بقرب نهاية الأزمة وانفراج الوضع، لاسيما أنه وككل مرة ينطلق من تلك الوشائج النوفمبرية القوية الدالة عن معاني الاصرار والمثابرة، مما يعزز الجدية والوعي الذي يتميز به الشعب الجزائري، من أجل اختيار وبكل حرية رئيسه القادم عبر استحقاقات رئاسية في أقرب الآجال، قلت كأني بها الفقرة الاهم في هذا الوقت بالذات، وسط أزمة سياسية ودعوات للحوار من أجل إنهائها، مما يترجم المرافقة الواضحة التي توفرها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، للشعب الجزائري ومؤسسات الدولة ومسار الحوار، قصد تحقيق التطلعات المشروعة لهاته الامة المجيدة، عبر انتهاج سبيل الحوار الجاد والمسؤول، وفي إطار الالتزام بأحكام الدستور، بمعنى المرافقة الناجعة للمؤسسة العسكرية ،لتأمين إجراءات شفافة ونزيهة، ينبثق عنها انتخاب رئيس شرعي للبلاد، طبعا أمام الديناميكية التي يشهدها مناخ الحوار، الذي يشهد إنخراط القوى الحية فيه، وهذا راجع للجهود الوطنية المخلصة التي تبذلها الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، والنتائج المشجعة المحققة في وقت قصير، مما يؤكد سقوط أطروحات الفترات الانتقالية والسير نحو المجهول، بالحفاظ على الإطار الدستوري والالتزام بقوانين الجمهورية.
نعم هي الكلمة الفصل في تطلعات أمتنا المجيدة، وهو الالتزام بقوانين الجمهورية في اختيار رئيس البلاد، وليس كما أراد البعض من خلال فرض أسماء بعينها لتولي إدارة البلاد بعيدا عن إرادة الشعب، الشأن الذي سيلجم هاته الأفواه مشغلي، بل ويعريها أمام الرأي العام الداخلي والعالمي، لأنه هيهات هيهات على حد قول قائد المؤسسة العسكرية " أن تتحقق أماني هذه العصابة وأذنابها ومن يسير في فلكها، لأن المؤسسة العسكرية، ونجدد التأكيد على ذلك وبإلحاح، ستواجه وستتصدى بكل قوة وصرامة، رفقة كافة الوطنيين المخلصين والأوفياء لعهد الشهداء الأبرار، لهذه الجهات المغرضة، ولن تسمح لأي كان المساس بسمعة الجزائر بين الأمم وتاريخها المجيد وعزة شعبها الأصيل، وسنعمل معا ودون هوادة على إفشال المخططات الخبيثة لهذه الجهات وهؤلاء الأشخاص المأجورين، الذين أصبحت مواقفهم متغيرة ومتناقضة باستمرار، لأنها وببساطة ليست نابعة من أفكارهم بل أملاها عليهم أسيادهم، محاولة منهم تقزيم دور الجزائر إقليميا ودوليا، هذا البلد القارة الغني بتاريخه العريق، القوي بمواقفه المبدئية الثابتة، والثري بطاقاته وخيراته، وعليه كما قال الفريق فالجزائر ليست في حاجة لمثل هؤلاء البشر، بل هي بحاجة إلى الوطنيين المخلصين الذين يعملون وفق خطط مدروسة، متحلين في ذلك بروح المسؤولية والتحفظ ويتفادون تقديم تصريحات طائشة غير محسوبة العواقب ويسعون إلى طرح مبادرات تخدم البلاد وتساهم في خروجها من الأزمة".
مما لا شك فيه فإن مؤسسة السليل التي تعاملت بعقلانية وهدوء كبيرين مع الأزمة التي تضرب البلاد، قد رأت أن الوقت قد حان لتسريع وتيرة الحل، وفي الوقت نفسه تطهير البلاد من القاذورات السياسية التي تُلقي بها الجهات الحاقدة على استقلال الجزائر، فلنتحرك جميعا هبة رجل واحد للمساهمة في توفير الظروف والدفع بمسار الحوار إلى تحقيق غاياته في الآجال القريبة، والتصدي بكل حزم لكل من تسول له نفسه المساس بحرمة تراب وطننا الغالي.
بقلم: عماره بن عبد الله