صدمنا بسماع هذا الخبر ... ونحن نجهل حقيقة هوية الفاعلين ... واهدافهم ... وأيدولوجيتهم التي تحركهم بمثل هذا الفعل المدان والمستنكر من كل شرفاء هذا الوطن .
فعل مشين وجبان ومدان باستهداف شباب ابرياء يؤدون واجبهم في اطار عملهم الوظيفي المكلفين به بشرطة المرور .
غزة واهلها وبكافة انتماءاتهم السياسية وافكارهم الايدلوجية ممن يؤيدون حماس ... وممن يعارضون سياستها وسيطرتها ... يدينون بأشد العبارات مثل هذه الحوادث الغريبة عن شعبنا والمستهجنة بقاموسنا الوطني .
شهداء ثلاثة نحتسبهم عند الله شهداء بإذن الله يقتلون بحادثتين منفصلتين ما بعد منتصف الليل من قبل خفافيش الظلام .... اصحاب الايادي القذرة والقلوب السوداء مما اثار حالة عارمة من الغضب والاستنكار والرفض القاطع والمطلق لمثل هذه الافعال الجبانة والمدانة .
ليس بأسلوب القتل يمكن ايصال رسالة ... وليس بهذا الفعل لغة مقبولة يمكن ان تفهم للتعبير عن وجهة نظر ... او اعلان موقف ... انما القتل واسالة الدماء للأبرياء وباستخدام هذه القوة انما يعبر عن ضعف الرسالة ومرسليها ... ولا يعبر عن قوة يمكن ان تشكل حالة وجود لانها خطأ فكري وسلوكي اخلاقي ووطني .
أمن الوطن والمواطن سيبقى اولوية وضرورة وطنية عليا لا يجب المساس بهم او الاقتراب منهم او حتى التأثير والتعكير عليهم ... فالمجتمع الغزي الذي يعيش بظروف قاهرة وامام مصاعب وتحديات عديدة في ظل احتلال وحصار وعدوان مستمر لا يحتاج لترف فكري او اجتهادات خارج السياق وغريبة عن ثقافة هذا المجتمع وعلاقاته ... لا يقبل بالمطلق مثل هذا الفعل المشين والمرفوض والمخالف لأخلاقيات وادبيات وجذور هذه الارض ... ولعادات اهل البلد ووطنيتهم وتقاليدهم المتعارف عليها .
افعال شيطانية غير مقبولة بالمطلق ... لأنها بنتيجتها قد اسفرت عن استشهاد ثلاثة من ابناء هذا الوطن وهم يؤدون واجبهم في اطار وظيفتهم ... وليسوا سببا او هدفا في خلاف ايدلوجي ساحته الوحيدة الحوار والنقاش المفتوح بما يخدم الاولويات الوطنية والايمانية وفق التعاليم السماوية والديانة الاسلامية التي تعترف بالوسطية فكرا ونهجا واسلوب حياة .
الناس اجمعين يقفون دعما وسندا لكل رجل امن او شرطي مرور يعمل على الحفاظ على امن وسلامة الناس في منازلهم وشوارعهم ... من يحفظون امننا وسلامتنا نلتف حولهم وندعمهم ونقف الى جوارهم ... هذا موقف وطني مبدئي لا علاقة له باختلافات سياسية او رفض لسيطرة حماس على القطاع .
حماس نعتبرها حركة وطنية فلسطينية لها ما لها وعليها ما عليها ... نختلف معها بالمواقف ... لكننا نقف معها امام أي عدوان او اعتداء يستهدف عناصرها .... لانهم اولا واخيرا ابناء هذا الوطن والمحافظين على امنه والمدافعين عنه .
كلمة اخيرة ربما ليس مقامها امام هذا الحادث الاليم والمدان .. لكنها واجبة القول امام الكثير من التحديات والاخطار التي تواجهنا في ظل تهديدات اسرائيلية بالعدوان علينا ... وفي ظل واقع ازمات طاحنة تعصف بمجتمعنا ... وفي واقع مثل هذه الاحداث الموجعة والمؤلمة لنا ومدى اهمية رص الصفوف ووحدة الموقف وانهاء هذه الحالة الاستثنائية من هذا الانقسام الاسود الذي يوفر لاعداءنا مساحة للتحرك والعدوان ... كما يوفر للمتربصين بنا مساحة من المواقف والافكار التي نرفضها
رحم الله الشهداء وتمنياتنا بالشفاء للجرحى
بقلم/ وفيق زنداح