(مقتطف من نص واسع)
أبو علي مصطفى، ولمن لايعرفه، قائد استثنائي في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، ومن مؤسسي الجبهة الشعبية في السابع من كانون الأول/ديسمبر 1967، ومن رعيل حركة القوميين العرب قبل تأسيس الجبهة الشعبية. ويوصف من قبل كلِ من عمل معه، بأنه رجل القيم والمبادىء، والرجل المتماسك في مواقفه الوطنية العامة عندما تتطلب تلك المواقف الصلابة، وهو في الوقت نفسه الرجل المرن داخل البيت الفلسطيني حفاظاً على الوحدة الوطنية، واحتراماً للقواسم الوطنية المشتركة.
جمعتني مع الراحل أبو علي مصطفى مناسبات وطنية عديدة، ولقاءات عمل مشتركة على المستوى الوطني العام، عندما كنت اتابع مفاصل اعلامية محددة بالوضع الفلسطيني منذ اواخر ثمانيات القرن الماضي وصولاً للعام 2003. وكان في تلك اللقاءات صاحب لسان الصدق والوضوح، والرجل المسؤول الذي لايلتفت لضغائن الأمور أو الصراعات الفصائلية، فكان عنده الهم الوطني، وقضية فلسطين أكبر من الجميع، واكبر من أي فصيلٍ فلسطيني، ومن أي رمزٍ موجود من رموز العمل الوطني الفلسطيني مهما علا شأنه.
في تلك اللقاءات التي جمعتنا، اسمتعت منه، وانصت اليه، ودوّنت العديد من ملاحظاته، التي برزت في فترة معينة بشأن العمل الإعلامي الفلسطيني، واشكالياته، وبعض المطبوعات التي صدرت، فكان هناك لقاء تناول مطبوع مُحدَدَّ (...) وقد أثار في حينها، وتحديداً في العام 1996 لغطاً وتساؤلاتٍ كثيرة. فعملت جاهداً على التخفيف من ردود الفعل السلبية على المطبوع اياه، والذي تناول فترات تاريخية من عمر القضية الفلسطينية وحركة القوميين العرب والجبهة الشعبية، وعلى لسان واحدٍ ممن كانوا قد تجنحوا في أطر الجبهة الشعبية، وماحصل داخلها عندما كان الدكتور جورج حبش معتقلاً في سجن كركون الشيخ حسن بدمشق أواخر العام 1968 لعدة أشهر، حيث جرى بعدها تهريبه من السجن على يد الدكتور وديع حداد ومجموعة من الجبهة الشعبية.
بقلم/ علي بدوان