واشنطن لن تنشر خطة السلام قبل الانتخابات الإسرائيلية

قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، إن الولايات المتحدة لن تنشر الجزء السياسي من خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين "صفقة القرن"، وهو الشق الذي طال انتظاره، إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل.

وبدا أن الخطوة، التي أعلنها جرينبلات عبر تويتر، تهدف إلى عدم التدخل في الانتخابات التي تجرى في سبتمبر أيلول والتي ستكون فيها قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحليف المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على المحك.

وكتب جرينبلات على تويتر، يوم الأربعاء، ”قررنا عدم نشر رؤية السلام (أو أجزاء منها) قبل الانتخابات الإسرائيلية“.

ويعمل جاريد كوشنر زوج ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وراء ستار على هذه الخطة الرامية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد منذ عقود، رغم أن الفلسطينيين، الذين يقولون إن إدارة ترامب مؤيدة بشدة لإسرائيل، يرون أن الخطة ولدت ميتة.

وأُعلن هذا العام عن هدف جمع عشرات المليارات من الدولارات لتمويل هذه الخطة، لكن تفاصيلها السياسية لا تزال خفية، ويرفض كوشنر حتى أن يقول ما إذا كانت ستعرض على الفلسطينيين إنشاء دولة مستقلة.

كان ترامب قد قال يوم الاثنين إنه قد يتم الكشف عن الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية.

وخلال تجمع انتخابي يوم الأربعاء قال نتنياهو إنه يتوقع أن تنشر الولايات المتحدة خطتها للسلام قريبا.

وأضاف ”علمنا هذا المساء أن (صفقة القرن) للرئيس ترامب ستنشر وتقدم للعالم بعد الانتخابات. في تقديري إن ذلك سيحدث بعد الانتخابات بوقت قصير“.

وانهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2014. ويريد الفلسطينيون تأسيس دولتهم على أراضي الضفة الغربية وغزة وأن تكون القدس الشرقية عاصمتها، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في عام 2005 لكنها لا تزال تحتل الضفة الغربية.

وأراد فريق ترامب المعني بالسلام في الشرق الأوسط، والذي يضم كوشنر، الكشف عن الخطة السياسية خلال هذا الصيف لكن إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات جرت في أبريل نيسان تسبب في تأجيل الكشف عنها.

وسيخوض نتنياهو انتخابات جديدة في 17 سبتمبر أيلول وإذا تمكن من الفوز فيها فسيحاول تشكيل ائتلاف حاكم مرة أخرى.

وربما يتسبب إعلان الخطة قبل هذا التاريخ في تعقيد مشهد السباق الانتخابي المحتدم الذي يخوض فيه حزب ليكود بزعامة نتنياهو منافسة شرسة مع حزب أزرق أبيض بزعامة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني جانتس، بحسب ما تظهره استطلاعات الرأي.

وأشاد نتنياهو بسياسات ترامب التي تضمنت نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم مرتفعات الجولان المحتلة.

لكن إعلان أي تنازلات لصالح الفلسطينيين في إطار خطة السلام قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع فقط ربما يضر بفرص نتنياهو للبقاء في منصب رئيس الوزراء.

وسعى نتنياهو خلال حملته الانتخابية لكسب الأصوات من خلال تسليط الضوء على صلته الوثيقة بترامب.

وخلال التجمع الانتخابي يوم الأربعاء، سأل نتنياهو الحشد وقال ”من الذي تريدونه أن يتفاوض مع الرئيس ترامب فيما يتعلق ’بصفقة القرن‘؟... أنا بوصفي زعيما لليمين وحكومة ليكود أم جانتس (والزعيم المشارك لحزب أزرق أبيض يائير) لابيد؟“

وأضاف ”هذا هو السؤال المطروح في هذه الانتخابات، لأننا سنواجه بكل قوة مسألة (السلام) في غضون بضعة أسابيع“.

وأعلن البيت الأبيض في يونيو حزيران الشق الاقتصادي من خطة ترامب للسلام وسعى لحشد التأييد لها في مؤتمر دولي لوزراء المالية في البحرين.

ويقترح الشق الاقتصادي خطة قيمتها 50 مليار دولار لتأسيس صندوق استثمار عالمي لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصاد الدول العربية المجاورة وتمويل إقامة ممر للنقل بقيمة خمسة مليارات دولار لربط قطاع غزة بالضفة الغربية.

لكن زعماء دول الخليج العربية يريدون معرفة تفاصيل الشق السياسي الذي سيركز على حل بعض أكثر القضايا حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل الموافقة على المشاركة في الشق الاقتصادي.

المصدر: واشنطن - وكالة قدس نت للأنباء -