بحضور عالي المستوى، اختتمت جامعة النجاح الوطنية ممثلة بكلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين فعاليات برنامج تكامل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)بحفل أُقيم في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز.
وشارك في برنامج STEM الذي استمر لعدّة أسابيع في الجامعة قرابة ال240 طالباً وطالبةً من صفوف (5-9) من مختلف مدارس نابلس وجنوب نابلس وسلفيت وأبناء العاملين في جامعة النجاح الوطنية، وهو أكبر عدد من الطلبة المشاركين بالمقارنة مع الجامعات الفلسطينية الأخرى، وهدف البرنامج بصورة رئيسية إلى عمل الطلبة المشاركين لمشاريع علمية تطبيقية توظف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بإشراف قرابة ال50 مدرباً متطوعاً من طلبة برامج ماجستير كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين، بالإضافة إلى مدرسين من كليات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والفنون والعلوم التربوية وإعداد المعلمين.
وتوزعت أنشطة البرنامج بين حرمي جامعة النجاح القديم والجديد، وتنوعت تلك الأنشطة بين تنفيذ مشاريع علمية بأنشطة برمجة وأنشطة بناء هندسية بالإضافة إلى فعاليات رياضية وفنية وموسيقية، وشهدت تعاون مختلف كليات الجامعة وأقسامها مع كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين لإنجاح البرنامج.
وحضر حفل الختام مروان عورتاني وزير التربية والتعليم، وماهر النتشة رئيس جامعة النجاح الوطنية، وسماح أبو عون مديرة مؤسسة مجموعة الإتصالات للتنمية – الداعم المادي للبرنامج- وسائدة عفونة عميدة كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين، وسهيل صالحة المشرف على البرنامج من الجامعة، بالإضافة إلى مدراء وممثلي مديريات التربية والتعليم ومدرسين من مختلف المدارس المشاركة في البرنامج والطلبة المشاركين وأولياء أمورهم.
وتخلل الحفل عرض فيديو قصير يلخص أهم ما تضمنه برنامج STEM في جامعة النجاح الوطنية من أنشطة ومخرجات.
كما قام عدد من الطلبة المشاركين في البرنامج بتقديم مشاريع علمية قاموا بإنجازها خلال فترة البرنامج باستخدام مواد بسيطة وبالاعتماد على قوانين رياضية وفيزيائية، متحدثين عن تجربتهم في البرنامج والتي قدّمت لهم الرياضيات والعلوم بتجربة فريدة من نوعها مليئة بالمتعة والأنشطة على حد تعبيرهم.
هدى صوالحي كانت أصغر المشاركين في البرنامج وهي طفلة لا تتعدى البضعة أعوام، بكلماتها البسيطة وسعادتها بالبرنامج وبمشروعها العلمي المصنوع من مواد بسيطة جسدت مفهوم برنامج STEM والبصمة النوعية التي تركها في شخصيات الطلبة المشاركين.
وخلال افتتاح الحفل، رحب النتشة بالحضور، مؤكداً حرص الجامعة على القيام بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال تكوين علاقات التعاون مع المدارس الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المحلي، مثمناً علاقة التعاون المشترك بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم والتي تجسّدت ببرنامج STEM الذي شكل نموذجاً يحتذى في التعاون، مشيراً إلى أهمية مثل هذا البرنامج في تحفيز طلبة المدارس في الفئات السنية الصغيرة على الإقبال على الرياضيات والعلوم التي تعاني من عزوف في مختلف الجامعات من خلال بيئة تحفيزية فريدة وغير نمطية، معلناً تأسيس مدرسة STEM الصيفية التي ستكون جزءاً من برامج كلية العلوم التربوية في إطار مؤسسي في صيف كل عام.
وخلال كلمة داعم البرنامج أكدت أبو عون أن هدف مؤسسة مجموعة الإتصالات للتنمية يصب في دعم التعليم والتكنولوجياً وخصوصاً الفئات السنية الصغيرة كجزء رئيسي من مسؤولية المؤسسة المجتمعية، مشيرةً إلى أن شركة الإتصالات تدرك أهمية التكنولوجيا في العالم الحالي وتكاملها من الرياضيات والعلوم لذلك تحرص على دعم البرامج المختصة كبرنامج STEM فضلاً عن العديد من المخيمات والبرامج الأخرى التي تركز على البرمجة والعلوم والرياضيات.
وخلال كلمته أكد وزير التربية والتعليم أن الهدف الرئيسي من مبادرة STEM التي أطلقتها الوزارة في مختلف الجامعات الفلسطينية هو تشجيع طلبة المدارس على مجالات الرياضيات والعلوم لما تعانيه من عزوف لدى الطلبة، مؤكداً ان هذا البرنامج خلق بيئة مشجعة للطلبة للإقبال على هذه العلوم بأسلوب جديد وغير تلقيني، منوهاً إلى ضرورة ان تنعكس تجربة STEM على المدارس الفلسطينية، مشدداً على أهمية الرياضيات والعلوم للنهوض بالدول والمجتمعات كما حصل في الدول التي حققت قفزات نوعية كماليزيا وسنغافورة، مؤكداً دعم وزارة التربية والتعليم الكامل لمثل هذه البرامج وفتحها ابواب التعاون مع الجامعات، معلناً أن وزارة التربية والتعليم ستكون شريكة مع جامعة النجاح في مدرسة STEM التي نقلت البرنامج من مبادرة إلى إطار مؤسسي، داعياً الجامعات الفلسطينية لإتخاذ خطوات مشابهة للنهوض بالتعليم وخصوصاً في مجالات الرياضيات والعلوم.
واختتم الحفل بكلمة سائدة عفونة التي تحدثت عن تجربة كلية العلوم التربوية وإعداد المعلمين في برنامج STEM والتي واجهت العديد من التحديات التي كان من أبرزها ضيق الوقت لتنفيذ البرنامج، مشيرةً إلى أن حرص الكلية على إنجاح الفكرة وتكاتفها مع العديد من كليات الجامعة الأخرى ساهمت في نجاح البرنامج الذي خرج بثمار ونتائج مميزة، موجهةً التحية لكل من ساهم في إنجاح البرنامج وخصوصاً المدربين الذين هم متطوعون من طلبة الماجستير في الكلية ودعم إدارة الجامعة للفكرة والبرنامج، داعيةً وزير التربية والتعليم إلى خلق مساحات إبداعية للطلبة والمعلمين في مثل هذه الأنشطة.
وفي ختام الحفل قام النتشة وعفونة بتكريم وزير التربية والتعليم عورتاني ومؤسسة مجموعة الإتصالات للتنمية ممثلة بالمهندسة سماح أبو عون.
وعلى هامش الحفل قام عورتاني رفقة النتشة بزيارة معرض مشاريع طلبة STEM ومتحف مئوية جامعة النجاح الذي يشرح تاريخ الجامعة منذ تأسيسها.