بالمختصر، قطع الرواتب عن موظفي ومنتسبي قطاع غزة هو إرهاب منظم من قبل الرئيس عباس وسلطة رام الله ، إستيلاء حماس على قطاع غزة بالقوة وإرهاب الناس هو إرهاب منظم ، وإحتلال إسرائيل لفلسطين وطرد سكانها وقصف الآمنين والحصار هو إرهاب دولة منظم.، ما حدث وما يحدث وما سيحدث في وطننا وخارجه سيكون إرهاب غير منظم..
أما في التفاصيل فإن الإرهاب الصهيوني هو الأصل، فإحتلال البلاد وقتل وتهجير الفلسطينيين وبناء المستوطنات ومصادرة الثروات ومنع الحياة الكريمة عن الشعب الفلسطيني وتشتيته في المنافي وتدمير هويته وتراثه وأجياله هو الإرهاب الأول، وقصة مئة عام من العدوان والحروب والقتل والدمار هي شاهد على إرهاب دولة إسرائيل.
وفي التفاصيل أيضا فقد مارست السلطة الوطنية إرهابا من نوع آخر منذ نشأنها على الشعب الفلسطيني وإستولت مجموعة منظمة إسمها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بتيارها المركزي حركة فتح إستيلاءا على السلطة والوظائف والثروات والدخل القومي والأراضي والمشاريع والمساعدات والتبرعات بداية بإسم قائدة التحرر والثورة والنضال ضد الإحتلال وليس إنتهاء بإسم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ضرب الفساد بصورة شنيعة أركان السلطة الوطنية وأحزابها ففسدت اوأفسدت الكثيرين وكلهم صبوا جام فسادهم وقوتهم على شعبنا الفلسطيني وصنفوهم بمواطنين من درجات مختلفة من المحظيين الفتحاويين أو الحمساويين بعد سلطة حماس ومرورا بالأقل حظوة من فصائل التحرير والمنبوذين المتدينين من حماس وأشباههم بداية ومن ثم حملداس ماريت نفس الدور على الوطنيين وأعلت الحمساويين وصولا للمواطن المغلوب على أمره من باقي القطيع ومارسوا جميعا الفوقية والإستعلائية والتجبر لكل من عارض أيا منهم أو وقف في طريقهم.
السلطة لزوم تنفيذ برنامجها في إقامة دولة على أراضي المحتلة في العام ١٩٦٧، وبإسم منظمة التحرير وبفسادها وظلمها الإجتماعي للناس وصراعاتها الداخلية على المكاسب ولدت إرهابا جديدا من نوع آخر تمثل في القوة الإسلاموية المتغطرسة (حماس) وحماس بإسم المظلومية لتفيذ أهداف جماعة الآخوات المسلمين واصلت نفس الارهاب حين امتلكت السلطة وكل ذلك والأصل في الصراع بينهم هو على الكراسي والسلطة وليس على تحرير فلسطين.
حماس مارست هي وأتباعها المعارضة للسلطة الوطنية وبكل أشكالها الخشنة والناعمة وإنتهت هي إلى إستخدام سلاح المقاومة في القتل والسحل والتدمير والإستيلاء على المقرات والثروات والدخل الغزي والمساعدات والتبرعات وحمسنة الوظائف في كل المؤسسات وأرهبت الناس وسجنتهم وعذبتهم وفرقت أسرهم فرحل من رحل وبقي من بقي ذليلا خاضعا مجبرا على هامش الحرية المفقود لسنوات عدة وغيرت حماس ومواليها الاسلامويين الأفكار والثقافة بالقوة وكفرت وخونت المعارضين وسحلت المتظاهرين وروعت السكان شر ترويع ليتمخض حكمها عن تقسيم طبقي من أغنياء حماس وفقراء الشعب وعطلت مسيرة أجيال من العاطلين والخريجين بالإستيلاء على كل فرص العمل والوظيفة والإستثمار فإحتكرت الأرض والأموال والمشاريع وآل كل شيء وريع الدورة الأقتصادية في قطاع غزة إلى خزينتها أو جيوبها منذ الإنقلاب حتى الآن وتحكمت في المعابر والأنفاق ومنعت ما لا تريد وسمحت لما تريد في كل مناحي حياة الناس وواصلت الضغط عليهم زمنا طويلا خوفا من تحرك الناس لإسقاط سلطتها ناهيك عن حروب بإسم المقاومة دمرت بيوت ومقدرات الشعب وحقيقة هي تبغي السلطة والحكم والثروة ولا تبغي تحرير الأرض والناس وإلا لما كانت إستعبدتهم وواصلت غيها في الإنقسام وكذلك فعل عباس بطريقة أخرى فرحل وهاجر من هاجر وهم يتفرجون ويزدادون صلفا ومن يصعف السعب لا يبغي التحرير مهما رفع من شعارات
في السنوات الأخيرة تركز الظلم الحقيقي بشكل مكثف ومتعدد المواهب من الحكام على سكان قطاع غزة من قوى الإرهاب الثلاث في صراع الحكم والسيطرة والاحتلال على قطاع غزة، فكان أن تفننت السلطة في رام الله في كيفية إيقاع الأذي والإرهاب على سكان قطاع غزة فصادرت حقه في الوظيفة وقطعت رواتب الموظفين والمنتسبين وقلصت الخدمات فحرمت المرضى من العلاج والتحويلات وتسببت في موت الكثيرين منهم في نفس الوقت الذي منعتهم حماس أو تسببت في منعهم من السفر وتفننت في فرض الضرائب تماما يفعلون مثلما تفعل إسرائيل بشعبنا بعدم السماح بمرورهم عبر المعابر وابتزازهم المتواصل ومخاصرتهم وسجنهم وقتلهم.
حماس استولت على الاراضي الحكومية والاوقاف ولم تمنح أي مواطن منها شيء سوى الحمساويين وتتحكم في إقتصاد غزة من الألف إلى الياء وتشرعن قوانينها كما يحلو لها وتضرب وتسجن من يعارضها وتقمع بشكل إرهابي كل حراك للخلاص منها وسلطة رام الله تزيد من إرهابها وعقوباتها على الغزيين وإسرائيل تقصف البيوت والآمنين وتمنع كل سبل الحياة وتمنع التواصل مع العالم الخارجي وتحاصر كل المتفقين والمختلفين من المناضلين والمجاهدين الأشاوس في قطاع غزة.
إ مليونان مواطن في فطاع غزة تعرضوا لكل أنواع الارهاب من القتل والسحل والتعذيب والإفقار والمرض والتجهيل وفقدان سبل الحياة الطبيعية والكريمة وحتى فقدان الحياة نفسها وتقف تلك القوى الإرهابية الثلاث إسرائيل وحماس وعباس وتعمل فيهم سكين الإرهاب المنظم وبكل الوسائل وتقف في وجوههم حائلا أمام مستقبل هؤلاء الشباب والصبايا فتؤخر زواجهم وتمنع تكوين أسرهم الجديدة فيتعنس الشباب قبل الفتيات ولم يحصلوا على المال ولا على العمل ولا على العلاج ولا على المسكن ولا على الحرية، فما تراهم فاعلون بعد كل هذه الممارسات الارهابية والفقدان لمعنى الحياة والإنسانية، وبأي صفة ستجدهم يتصرفون، إنهم غدا القريب هم الأرهاب الرابع غير المنظم الذي سيجتاح غزة والضفة واسرائيل والجوار والعالم فلا تلومهم فأنتم جميعا من صنع هذا المخزون الأستراتيجي للإرهاب ، فماذ أنتم فاعلون؟ والإرهاب الرابع بدأ يتحرك ويرمي بحممه ويكوي الجميع بما صنعت أيديهم .
د. طلال الشريف